يترقب الطلاب في هذه الأيام حلول الإجازة الصيفية التي لا تفصلنا عنها سوى أيام قليلة وقد ينتظرها البعض على أحر من الجمرة ويخططون لقضائها خارج البلاد هروباً من لهب حر الصيف وقسوة الطقس في بلادنا وصعوبة الجو هذه تجعل الشعب الجيبوتي علي مر السنين يحسب للصيف ألف حساب ليس لقضاء العطلة الصيفية في الخارج فحسب بل في الكيفية المثلي لقضائها في الداخل تحت رحمة الحرارة وما تتسبب به من شح للمياه في فترات مختلفة من هذا الفصل فهذه الأمور الموسمية تعتبر الشغل الشاغل لكثير من الناس ولكن الأمر الشاغل لنا والذي ستناوله في هذه المحطة السادسة من مواقف وحالات هو الحديث عن الطرق الأفضل والسبل الأمثل لقضاء الطالب إجازته الصيفية وكيفية استثمارها فيما يعود عليه بالفائدة لكي لا يقع فيما سبق أن حذرنا منه في الحلقات السابقة من تضييع الوقت وإهداره فيما لا فائدة فيه وبالتالي تكون النتيجة سلبية ولعل أحسن طريقة أو أفضل سبيل لقضاء فترة إجازة الصيف هي:
1- وضع برامج صيفية مدروسة من قبل وزارة التربية والتعليم ومكتب السياحة وعلى يد المتخصصين وذوي الخبرة بهذا الموضوع وهذا يتطلب خطة توجيهية من قبل الحكومة لوضع آليات لكيفية الاستفادة من قدرات الشباب الهائلة في الإجازة الصيفية وخاصة لمن لديه مؤهلات علمية من طلاب الجامعة والمعاهد للعمل في المجالات المناسبة كالصحة والتوجيه المعنوي والنظافة وغيرها من المجالات ذات طابع اجتماعي والتي تساعد في حد ذاتها علي الاندفاع نحو الاندماج الاجتماعي والتغلب على ظاهرة تراشق الأحجار وتعاطي المخدرات وغيرها وكون الطالب يعمل في الإجازة بعمل خيري تطوعي لخدمة الوطن يتعزز لديه روح المواطنة وحب الوطن وأهله، وتحفيز لشباب علي العمل التطوعي خاصة في مجال الصحة والسياحة التان تنالان تقبلهم أكثر من غيرها.
2- تفعيل المجال الرياضي الذي يعتبر من القطاعات المهمة لقضاء الفترة الصيفية بطريقة إيجابية ونافعة وذلك بطرح أساليب أكثر تأثيراً وطرق جديدة كفيلة بإقبال الشباب علي النشاط الرياضي على مستوى الوطن كله وبالتحديد طلاب المدارس في الفترة الصيفية.
3- طبع نشرات سياحية وتوجيهية لطلاب المدارس لقضاء الإجازة الصيفية بصورة إيجابية وأن تكون هذه النشرة موضحة بالخرائط والرسومات البيانية لتوصيل المعلومات إلى ذهن الطلاب ورفع مستواهم الفكري.
4- تهيئة الشباب وتأهيلهم لقضاء عطلة الصيف خارج البلاد علي النحو الأمثل وحتى لا يسئ لصورة البلاد وسمعتها إذا ما تصرف بشكل غير لائق أتي سلوكا منحرفا عند قضاء إجازته الصيفية خارج البلد وعليه فإنه مطالب بأن يتحلى بالأدب والاحترام لتقاليد وعادات الشعوب المجاورة وأن يحافظ على سلوكه ويستفيد من إجازته الصيفية في اكتساب خبرات الآخرين واكتشاف ما لديهم من جديد مفيد خلال تواجده في الخارج وأخذ ما يتناسب مع أخلاقياتنا وعاداتنا.
5- أن تكون القراءة الحرة والإطلاع من أهم أولويات الطالب المتعلم بشكل عام والطالب السائح بشكل خاص، وتعتبر القراءة أحسن طريقة لقضاء الإجازة لأنه : خير جليس في الزمان كتاب)
ولعل العطلة تعني بمفهومها إعفاء الطالب عن كل القيود والالتزامات المدرسية المطلوبة وإعطائه مساحة كبيرة للحرية والاختيار مع أننا نشترط أن تصاحب هذه الحرية رقابة الذاتية قبل كل شيء وعليه ننبه الطلاب لخطورة الانصياع والجرى وراء الملذات وترك الهدف الرئيسي للسفر إلى الخارج لقضاء الإجازة الصيفية والتي تكلف الآباء والأمهات من أجلها الكثير من الجهد والمال حرصا علي راحة أبنائهم والضمان لهم قضاء أجمل أيام الصيف خارج البلاد .
فارح وابري وعيس