تبدأ رحلتي اليومية من حي هدن إلى مقر عملي في وسط المدينة مرورا على مدارس الأولاد في مسافة تقدر بحوالي 12 كلم ذهابا في الصباح ، ومثلها مساحة في العودة الواحدة ظهرا تقريبا ، وأثناء السير في الطريق ، أقف بالسيارة عند مفترق الطرق ، وتقاطعات الشوارع المهمة والرئيسية ، وفي كل مرة أقف فيها أرى هذا المنقذ الذي آثر على نفسه مواصلة الليل بالنهار من اجل تطبيق النظام وقواعد السير والمرور عند تقاطع الطرقات وفي الساحات والشوارع المزدحمة بالسيارات، بهمة ونشاط ، وانتباه ويقظة وذكاء في التعامل مع حساسية الطريق وسرعة السيارات فيه ، خاصة في ساعات الذروة ذهابا وإيابا وهنا يجب أن ألفت النظر إلى أن بعض مواطنينا الكرام لا يحلو له الخروج من بيته إلى مدارس الأولاد وإلى عمله إلا في الساعة السابعة والربع صباحا أو في الساعة السابعة والثلث فيتفنن في السرعة ، وكأن الطريق الآمن تحوّل إلى حلبة لسباق السيارات الفورملا وان ، فلو تخيلنا قليلا غياب شرطي المرور من الطرق ، ومن أمام المؤسسات التعليمية ، فكيف سيكون الحال بنا، لا شك ستشهد الشوارع الحيوية بالعاصمة حالة من الإرباك والزحام والفوضى ، وربما حالات من البلطجة المرورية ! ساعات طويلة يقضيها شرطي المرور تحت أشعة الشمس الحارقة ، يواجه الغبار ، ويقف أمام الأتربة وتحت الأمطار ، من اجل تقديم خدماته للمواطنين وتنظيم حركة السير والمرور ، وسلامتنا من حوادث المركبات التي نقودها نحن بأنفسنا فلرجال شرطة المرور تحية صباحية .. وتعظيم سلام..
شاذلي الحـنكي