في الحقيقة كنت أفكر فترة من الزمن في أن أكتب شيئا عن هذا الموضوع، لما رأيت من أهميته واحتياج الفرد والمجتمع إليه.
وفي منتصف إحدى الليالي وأنا غارق في النوم إذ أتتني هواجس وكوابيس، ونادى منادٍ من جنب وسادتي يخاطبني ويهمس في أدني ويقول لي عبارة عجيبة " يا نائم استيقظ من نومك القرير لأني ما رأيت إنسانا ناجحا فعّالا كثير النوم" فاستيقظت مسرعا، والتفت يمنةً ويسرةً، وإذا بصاحبيِّ السكن نائمين، واستعدت بالله من الشيطان ثم نمت، وبعد دقائق قليلة وإذا الأحلام تطاردني كرة أخرى تخاطبني بنفس العبارة السابقة، ثم استيقظت وتوجهت صوب مكان الوضوء، وتوضأت فصليت ركعتين، ثم أخذت قلماً وورقةَ وبدأت أدون هذا الموضوع (القرار ومستقبل الفرد). وسبب اختياري لهذا الموضوع هو أن حياتنا ما هي إلا مجموعة من قراراتنا ولأن قراراتنا ليست إلا من صنع أفكارنا، إذ نحن الذين نحدد قراراتنا بأيدينا ناجحة كانت أو فاشلة. وبحسب تجربتي في اتخاذ القرارات، رأيت أن من أصعب المراحل في اتخاذ القرار المرحلة الجامعية ، وذلك عند اختيار التخصص الجامعي ، بحيث أن كل طالب بعد تخرجه من المرحلة الثانوية يطمح إلى أن يلتحق بتخصص رائع محبوب لذا الجميع ، ولكن وجهات النظر تختلف من شخص إلي آخر ، فترى بعض الطلبة يختارون تخصصاتهم نظراً لسوق العمل بغض النظر عن ميولهم ورغباتهم . و من وجهة نظري هذا القرار ليس قرارا سليما مائة في المائة، حيث لا يستطيع الطالب أن يبدع ويتفنن في تخصصٍ لا يرغب فيه ، وفي الجانب الآخر ترى بعضهم يختارون تخصصات توافق رغباتهم وميولهم بغض النظر عن سوق العمل. وهذا القرار أراه أفضل من سابقه، حيث يستطيع الطالب أن يبدع ويتقن في تخصصه، بل بإمكانه أن يأتي فيه بشيءٍ جديد مبتكر.
ومن أجل أن نتخذ قراراتنا بطرق سليمة وحسنة يجب علينا اتباع الخطوات التالية:
- أن نستشير قبل اتخاذ القرار.
- أن نكثر من البدائل.
- أن نختار الطريق الأفضل.
- أن نضع القرار موضع التنفيذ.
وفي الختام : إخوتي الكرام ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا ونتخذ قرارات ، لأن حياتنا في المحصلة هي مزيج من أفكار ومشاعر ، وخليط من أحلام وأوهام ، ومحاولات تتأرجح بين النجاح والفشل ، وحياة أي إنسان تتشكل من هذه العوامل وعدة عوامل أخرى لعل أهمها البيئة التي عاش فيها من أهل وأصدقاء وأساتذة وعلماء وكتب وأحداث.
إذاً علينا مراعاة تلك العوامل السابقة؛ لتكون قراراتنا أفضل، ولننجح في حياتنا أكثر، ولتكون لنا مكانة أعظم في المجتمع.
وصفوة القول: أنك تتحكم في قراراتك لأن الأمر بيدك لا بيد غيرك، ولأن الفاشل هو الذي قرر أن يفشل والناجح هو الذي قرر أن ينجح.
أحمد عبد الله طاهر، طالب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
أحمد عبد الله طاهر