واستغلال موقعنا الجيوستراتيجي، الذي يتوقع أن يحول البلاد خلال السنوات القليلة القادمة إلى مركز تجاري إقليمي متميز يتصدر المنطقة برمتها.
ويلاحظ أن الاقتصاد المحلي يعتمد اعتمادا كبيرا على قطاع الخدمات الذي ظل الأكثر استقطاباً للاستثمارات خلال الفترة الماضية، بيد أن المستثمرين شرعوا في الفترة الأخيرة في الانخراط في قطاعات أخرى واعدة قد تطغى في قابل الأيام على قطاع الخدمات.
ونشير في هذا الصدد إلى أن الاستثمارات الصومالية قد ساهمت نوعا ما في تعزيز النمو الاقتصادي في جيبوتي والمساعي الرامية إلى محاربة الفقر والعوز بفاعلية من خلال توفير العديد من الوظائف وفرص العمل لحملة المؤهلات العلمية ما انعكس إيجابا على الظروف المعيشية لعائلاتهم.
بوتقة:
ويقول مدير الاستثمارات في بنك سلام الإفريقي والخبير الاقتصادي الصومالي السيد/ جامع حرسي عبدي (درويش) إن جيبوتي بالنسبة لرجال الأعمال الصوماليين تعتبر بوتقة لمشاريعهم الاستثمارية العملاقة وهي بمثابة مركز إقليمي لتصدير واستيراد السلع والبضائع المختلفة، من وإلى الأسواق الجيبوتية مضيفا أن الكثيرين منهم يفكرون في الوقت الراهن بنقل أعمالهم التجارية من البلدان الأخرى إلى جيبوتي.
وأشار عبدي - في حديث للقرن- إلى أن الروابط الأخوية بين الشعبين الجيبوتي والصومالي شهدت تطورا مطردا منذ سقوط الحكومة المركزية في الجمهورية الاتحادية الصومالية عام 1991 حيث ظل الجيبوتيون الساعد الأيمن لأشقائهم الصوماليين في جميع الأوقات الصعبة والمراحل الحرجة التي عاشوها على مدى عقدين من الزمن.
وأكد الخبير الاقتصادي أن الحكومة الجيبوتية دعمت بشكل كبير المستثمرين الصوماليين ومنحتهم امتيازات وفرصا استثنائية، الأمر الذي ضاعف حجم الاستثمارات الصومالية في جيبوتي وشجع رجال المال والأعمال الصوماليين على القدوم إلى جيبوتي دون تردد. وتدشين مشروعات استثمارية ضخمة بملايين الدورات برعاية رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله الذي اعتبره درويش بأنه الأخ الكبير الذي يعتز به الصوماليون، فهو لم يتوان يوما عن تقديم ما يلزم من دعم لهم أينما كانوا.
قواسم مشتركة
ولفت عبدي إلى أهمية تطوير الرؤى والأفكار المتعلقة بتوسيع المجالات التي يعمل فيها الصوماليون في جيبوتي وفي مقدمتها البنوك والمصارف الإسلامية، والحوالات وقطاع المواصلات فضلا عن المواد الغذائية الأولية ومواد البناء. داعيا إلى الاستفادة من القواسم المشتركة والتقارب الجغرافي بين البلدين، والأوضاع السياسية والأمنية المستقرة التي تتمتع بها البلاد والمساهمة في إعادة إعمار بلد الأم (الصومال) انطلاقا من جيبوتي.
وفيما يتعلق بالخدمات المتميزة لبنك سلام الإفريقي الذي دشنه رئيس الدولة السيد/ إسماعيل عمر جيله رسميا في التاسع والعشرين من ديسمبر عام 209 فبراير أكد مدير الاستثمارات السيد/ جامع حرسي عبدي أن هذا البنك على الرغم من حداثة عهده في قطاع المصارف في جيبوتي إلا أنه قطع شوطا كبيرا في غضون السنوات الثلاث المنصرفة مكنه من إثبات وجوده في الساحة البنكية واستقطاب عدد كبير من الزبائن -حوالي 900- الراغبين في الاستفادة من أحدث الخدمات المتوفرة فيه دون غيره على الأقل في اللحظة الراهنة.
خدمات نوعية:
وأفصح عبدي أن نجاح مسيرة البنك مرجعه إلى الكفاءات والخبرات التي استقدمها البنك منذ افتتاحه إيمانا منه بضرورة تقديم خدمات نوعية للعملاء ومواكبة التطور المتلاحق في الخدمات البنكية عالميا، مشيرا إلى أن من أبرز هذه الخدمات الرسائل القصيرة والبنك الالكتروني الذي سبق بنك سلام الإفريقي غيره من المصارف الأخر في الساحة الوطنية في استحداثه قبل شهور عديدة، وقال إن هاتين الخدمتين تمكنان الزبون من الاطلاع على حسابه في البنك حيثما شاء، مضيفا أن بإمكان الزبون كذلك التعرف على ما في حسابه عن طريق السماع عبر الهاتف الثابت من خلال اتباع بعض التوجيهات البسيطة.
وصرح عبدي في حديثه للقرن بأن البنك يسعى إلى أن يكون في طليعة المصارف الإسلامية والتقليدية في الساحة والمنطقة بشكل عام خلال السنوات القليلة القادمة من خلال التوسع في الأساليب الاستثمارية التي تسير عليها المصارف الإسلامية كالمرابحة والمشاركة بأنواعها المختلفة، والمضاربة الشرعية والإجارة.
محمد عبد الله