الزكاة : هي الركن الثالث من أركان الإسلام فرضها الله عز وجل كدعامة أساسية من دعائم الاقتصاد الإسلامي ، ورفده بأسباب الثبات المعيشي والاجتماعي . إذ أن الزكاة تعني بالفرد والمجتمع ، فتعزز الفرد وتحمي المجتمع ، وتحرك العجلة الاقتصادية فيه .
وضع الإسلام قواعدها الثابتة وحدد الإجراءات العملية اللازمة لتنفيذها في الحياة وألزم أولياء أمور المسلمين بالقيام بشؤون الزكاة جباية وصرفاً . وقد شكل مورد الزكاة مصدراً هاماً من موارد الدولة في العصور الإسلامية وأدى تطبيقها إلى إغناء المجتمعات ورفع مستوى معيشتهم .
والزكاة هي أعدل اقتطاع مالي يمكن أن يكون في أي نظام مالي تستخدمه الحكومات سواء أكان في الماضي أم في الحاضر ، فهي تتناسب مع مقدرة المكلف بالدفع ، فلا تدفع الزكاة إلا عن ظهر غني ويخصم من وعاء الزكاة كل الحاجات الأساسية اللازمة للمكلف ولمن يعولهم شرعاً ، ولا بد أن يبلغ الوعاء الخاضع للزكاة حداً معينا يسمى " النصاب الشرعي " . والاقتصاد الإسلامي اقتصاد فريد من نوعه ، مستقل عن غيره ، ونسيج وحده ، ذلك أن أسسه وقواعده وأصوله مستمدة من الشريعة التي أنزلها الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، لذلك فهي كاملة ثابتة لا تقبل التغيير والتبديل في الأصول والأسس وإن كان في تفصيلاتها مرونة تجعلها قابلة للتطور مع الأحداث وتتجاوب مع الحاجات اليومية ما دامت لا تخالف أصلاً شرعياً ، بالتالي لا يخضع الاقتصاد الإسلامي للأهواء ، وإنما يستمد ثباته وميزته من أنه إلهي ضم مصالح البشرية في كل زمان ومكان .تتضمن المبادئ الاقتصادية الإسلامية العديد من القضايا والآليات التطويرية .
ويعتبر عبء الزكاة على المكلف بها مقبولا جداً مع وضوح تشريع الزكاة بالنسبة له ووضوح الهدف الذي فرضت من أجله، واقتناعه بأدائها، وملاءمة أساليب تحصيلها من حيث التوقيت وطريقة الدفع، مما يدعم عدالة هذا الاقتطاع . كما يترتب في تطبيقها تحقيق العدالة في توزيع المداخل والثروات بين فئات المجتمع مما يساعد على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكل المجتمع ولكل الناس . وقد أجمعت الدراسات والأبحاث على دور الزكاة في تنمية المجتمع وأكدت على أهمية دور حصيلة الزكاة في دفع عجلة التنمية من خلال مساهمتها المباشرة والفعالة في تحقيق متطلبات التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتحقيق العدالة . ولتطبيق الزكاة آثار هامة على النشاط الاقتصادي على مستوى الفرد والمجتمع. فعلى صعيد الفرد فإن أداء الزكاة يتطلب منه معرفة طبيعة الأموال التي يتعامل فيها وعليه أن يعمل على تنظيم أعماله بدقة حتى يعرف مقدار الأرباح والخسائر ، وكذلك تكاليف الإنتاج، لأن هذه المعلومات مفيدة جداً في حساب قيمة الوعاء الخاضع للزكاة . ويترتب على تنظيم الأعمال بهذا الأسلوب رفع كفاءة استخدام الموارد الاقتصادية وكفاءة الأداء في كل وحدة اقتصادية مما يساعد على تنشيط الموارد الاقتصادية. أما على صعيد المجتمع فلا يخفى على أحد منا القيمة الحقيقة للزكاة التي تحرك المجتمع بأسره وكما تساعدهم في حياتهم المعيشة وتغير نظرية التهميش في شريحة المستضعفين من المجتمع.
إعداد/
نعمة حسين حوش