تبدأ التنشئة للإنسان في كافة المجتمعات بمرحلة الطفولة وإذا جاز القول بإن الأطفال هم شباب المستقبل وأمله في نفس الوقت يصير من المنطقي استنتاج مدى أهمية التنشئة الجيدة بالنسبة لهم وأن الأطفال يشكلون في كل المجتمعات جزءا لا يستهان به من المجتمع ويكتسبون الاتجاهات والقيم في هذا المجتمع وتتركز عملية التنشئة للأطفال على اهمية اكتساب القيم والأخلاق وقبول ما استقرت عليه الأمور النافعة في المجتمع واستيعاب وتمثل أغراض المجتمع وما يسعى إلى تحقيقه ولا شك أن نجاح أي نظام اجتماعي في ذلك يعد شرطاً لا غنى عنه من أجل استقراره واستمراره وأن الفرد يتأثر بما يطرحه النظام الأساسي من قيم وأغراض منذ مرحلة الطفولة المبكرة ويتعرض الطفل للمفاهيم والقيم مند مرحلة الحضانة والتي تبدأ في سن الثالثة أو الرابعة حسب طبيعة المجتمع وذلك من خلال احتكاكه الذاتي المباشر ببعض مظاهر الحياة من اشياء ومعرفته بالرموز القومية وممثلي السلطة السياسية كالعلم والنشيد الوطني ورجال الشرطه وبكل ما يتعلق بانتباه الأطفال ويتدرج في سنوات الدراسة يبدأ الطفل في إدراك وفهم بعض المصطلحات التي تغرسها فيه الأسرة أو المدرسة أو رسائل الاتصال كالحق والواجب والتفاني والخلاص وقيم الحرية وقيم والتعبير السلمي ويتوقف عمق التنشئة للطفل على مدى استعداد المحيطين به سواء في المنزل أو المدرسة عند كافة تساؤلات الطفل الخاصة به كما لا ينبغي أن يفوتنا دور المدرس في غرس قيم اساسية معينة لدى الطفل وقد تعيش معه بقية مراحل حياته وأيضا دور الوالد في زرع قيم معينة تجاه الأمور المهمة كقيم طاعة والآخرين و حسن المعاملة في المجتمع الابتعاد عن الرذائل .
علمي عبدي جيدي