لا شك بأن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لها دور أساسي ومهم في ترسيخ الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب كافة فالحملات التوعوية الايجابية المتواصلة من خلال وسائل الإعلام المختلفة تساهم بشكل كبير في تأصيل القيم الوطنية لدى جميع شرائح المجتمع. إن وطننا جيبوتي الذي هو أرض اللقاء والتبادل، هاجر إليها كل من كان ينشد الأمن والأمان والعمل من أهل دول الجوار وغيرهم ، وتناغمت وتعايشت هذه الجموع مع بعضها على هذه الأرض الطيبة المعطاء، لذلك يقع على وسائل الإعلام مسؤولية مضاعفة في توعية المجتمع والمحافظة على تماسكه وترابطه، خاصة بعد التغيرات الديموغرافية والحوادث السياسية والتاريخية التي شهدتها وتشهدها منطقتنا العربية والأفريقية، وصولا إلى الحالات الأمنية والإرهابية التي عصفت بالبلدان المجاورة. فوسائل الإعلام تحتاج ـ دوما وأبدا ـ إلى تطور نوعي في الرسائل الإعلامية التي تستهدف مصلحة الأمة وتوعية المواطن بالمخاطر المحيطة به، واستغلال الأجهزة الإعلامية لتثقيف المجتمع بما يضمن أمنه واستقراره وتماسكه...إنّ الاستقلال الوطني لم يتحقق إلا بالروح الوطنية الفذّة المبثوثة في نفوس الجيبوتيين، والتي هي الأساس المتين التي يجب أن نعوّل ونبنى عليها إستراتيجية إعلامية تأخذ في حسبانها المعطيات الجديدة التي جرت من حولنا، فتسهم في توعية المواطن بشكل مستمر بالقضايا المصيرية والمهمة والتحديات التي تواجهنا، وتسهم أيضا في نشر روح المحبة والمساواة والتسامح بين المواطنين من خلال تشجيع الأعمال الفنية المتنوعة والبرامج الحوارية الهادفة، وحث جميع شرائح الشعب على الالتزام بالقوانين واللوائح والابتعاد عن أي تصرفات سلبية غير مسئولة قد تؤرق سلامة النسيج الوطني، والعمل على تقريب وجهات النظر من خلال إبراز نقاط الالتقاء، وإظهار المبادئ والقيم الأصيلة المتجذرة في المجتمع التي تعزز حب الوطن وتحميه من الأخطار وتحث الأجيال على النهوض بوطنهم على كافة المستويات .. إنه تحدٍ كبير أمام الجميع .. لكنه ليس بمستحيل.
شاذلي الحنكي