أعلنت وزارة الداخلية قبل أيام قليلة أنها ستعزز من إجراءاتها لمراقبة حركة السير في شوارع العاصمة لمواجهة الحوادث المرورية المتكررة، كما أصدرت الوزارة توجيهات عامة إلى ملاك السيارات ،خصوصا من يمتلك منهم حافلات النقل العام بضرورة التأكد من سلامة سياراتهم من خلال إخضاعها للفحوصات الفنية والصيانة الدورية اللازمة، مشددة على اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق السائقين الذين لا ينقادون لهذه التعليمات التي تضمن بالدرجة الأولى سلامتهم والركاب .
تأتي هذه الخطوات الإجرائية عقب ملاحظة تزايد عدد حوادث السير في الشرايين الرئيسية في جيبوتي العاصمة ، في حين كان أغلب المواطنين يأملون أن تضع إشارات المرور التي تم تنصيبها مؤخرا في مواقع عديدة من المدينة حدا لتهور السائقين الذين كثيرا ما يخاطرون بحياة الركاب دونما مبرر منطقي- سوى شهية كسب المزيد من المال -الذي يترتب عليه وقوع حوادث مرورية مروعة تودي بحياة بعض السائقين والركاب في أحايين كثيرة.
ويتساءل البعض عن الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء هذه الحوادث وجدوى الإجراءات المعلنة من قبل الوزارة الهادفة إلى تقليلها في قابل الأيام، خاصة مع تركيب كاميرات المراقبة بجانب بعض إشارات المرور.
السرعة المفرطة
وردا على هذا السؤال يقول محمد حسن عمر وهو سائق حافلة ركاب إن أهم الأسباب المؤدية إلى وقوع الحوادث المرورية، هو في الغالب عدم التزام السائقين ،خصوصا الشباب الجدد في عالم القياد بأنظمة ولوائح المرور التي تلقوها في مدارس القيادة مضيفا أن التساهل في هذه الأنظمة يؤدي حتما إلى نتائج كارثية غير متوقعة. ويدعو عمر جميع السائقين إلى التعقل والروية وتوخي الحذر قبل فوات الأوان، واحترام حقوق الركاب وعدم المجازفة بأرواحهم جراء السرعة المفرطة أو التحايل على قواعد وإشارات المرور،والنظر بعين الاعتبار إلى العواقب الوخيمة المترتبة على مخالفات قد تبدو ربما بسيطة.
أما عبد الله احمد فارح الذي يسوق منذ ما يزيد علي عقد إحدي الباصات الصغيرة لنقل الركاب من وإلى بلبلا عادي، فيرى أن القيادة فن وذوق ، وأنها ليست مجرد التخرج من مدرسة للقيادة والحصول على الرخصة من الجهة المعنية ثم الانطلاق بالسيارة إلى حيث تشاء مضيفا أن المطلوب من السائق أيا كان نوع سيارته أن يكون فنانا وذو ذوق رفيع وحس عال في عملية القيادة ،من خلال المحافظة على قواعد السلامة والمرور والتقيد بها في كل الأحوال،واضعا نصب عينيه الأخطار الجمة التي قد تنجم عن التقصير في هذه القواعد التي تضمن أمن وسلامة الجميع ، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة.
حماقات
وأشار فارح إلى أننا نفتقر في الوقت الراهن إلى هذا النوع من السائقين وتحديدا في صفوف سائقي حافلات النقل العام الأكثر تعرضا لحوادث السير التي تخلف قتلى وجرحى، داعيا شرطة المرور إلى اتخاذ الإجراءات السارية المفعول ضد السائقين الذين لا يراعون قواعد المرور ما يردعهم من ارتكاب ما سماها (حماقات غير محسوبة النتائج).
وأصر فارح على رفضه القاطع بأن تتحول الشوارع إلى حلبة للسباق بين السائقين بحيث يسعى كل منهم إلى الفوز بأكبر مبلغ من المال من خلال اصطياد مزيد من الركاب، دون مراعاة حقوقهم، فيصبحون عندئذ وكأنهم دمية في أيدي صبية يلهون بها كما يريدون.
وأوضح أيضا فارح أن مما يدعو للقلق هو عدم انتباه أغلب الركاب إلى الأخطار المحدقة بهم في بعض الأحيان جراء السرعة المفرطة لانشغالهم بأحاديث جانبية أو التزامهم الصمت والذهاب بعيدا في عالم الخيال، وقال إن على المواطنين توخي الحيطة والحذر ومنع السائقين من التهور والمجازفة بأرواحهم أثناء الرحلات قصيرة كانت أم طويلة، والإبلاغ عنهم في حال رفضوا الانصياع إليهم.

إشارات المرور
وبخصوص إشارات المرور يرى البعض ومنهم محمد نظيف الذي يعمل في قطاع استيراد السيارات أن هناك تقصيرا في مجال توعية المواطنين - سائقين كانوا أو ركابا أو حتى المارة منهم- عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حول أهمية الانقياد لتعليمات هذه الإشارات، مما يقلص حوادث السير التي ازدادت مؤخر بدلا من أن تتقلص بفضل إشارات المرور.
ووفق نظيف فإن التوعية المذكورة كانت ضرورية قبل تنصيب إشارات المرور لفترة زمنية مناسبة ولا تزال كذلك حتى الآن ، موضحا أن الكثيرين من المارة لا ينتبهون إلى إشارات المرور أثناء عبورهم الشوارع الأمر الذي يشكل خطرا على حياتهم وينذر بوقوع حوادث طرقية مروعة.
وشدد نظيف في ذات الوقت على ضرورة تركيب كاميرات المراقبة بجانب إشارات المرور في جميع المواقع منعا لحدوث تجاوزات ولملاحقة المخالفين لقواعد المرور وإحالتهم إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم .
محمد عبد الله عمر ( جابر )