في خطوة وُصفت بأنها نصر كبير لدبلوماسية حكومة رئيس جمهرية الصومال الشقيقة السيد حسن شيخ محمود أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اثناء زيارة الرئيس والوفد المرا فق له اعترافها الرسمي لجمهورية الصومال ولحكومة الرئيس حسن شيخ .. وبهذا تطوي الصومال صفحة التجاهل والتهميش التي امتدت عقدين من الزمن لتنتقل الى مرحلة الإعتراف الدولي..
ولا شك بأن هذا الإعتراف الأمريكي سيفتح مجالات كثيرة للصومال اذ انه من المنتظر ان تتخذ جهات ودول اخرى نفس الموقف وتحذو حذو أمريكا بالنسبة للاعتراف بالصومال وأولهم الإتحاد الأوربي، كما انه من المتوقع ايضا بعد هذا الإعتراف ان تتلقى حكومة الصومال دعما اقتصاديا من المجتمع الدولي دون وساطة من المنظمات الدولية والإقليمية.. ومن المتوقع ايضا عقب هذا الإعتراف أن تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل في شراكة مع الحكومه الصوماليه الجديده لتعزيز السلام والامن وتحسين الاداره الماليه وزيادة تقديم الخدمات الاجتماعية، والحث علي العمل عن كثب مع الشركاء الاقليميين والدوليين لتحسين حياه جميع الصوماليين.
وبهذا تستطيع دولة الصومال موحدتا ان تستعيد مكانتها على المستوى الأقليمي والدولي كدولة فعًالة في المجتمع الدولي قادرة على تحمل مسؤلياتها والتزماتها بعد ان كانت متهمة بأنها دولة تأوي الإرهاب والجماعات المسلحة والقراصنة..ورغم ان الطريق طويل وأن هناك تحديات عديدة أمام حكومة رئيس حسن شيخ محمود يتوجب مجابهتها إلا ان هذا الإعتراف الأمريكي انطلاقة جديدة نحو مستقبل أفضل يجعل حكومة الصومال تسهم بدور اقليمي في المنطقة..
واختار رئيس جمهورية الصومال حسن شيخ أن يحتفل بهذا النصر الدبلوماسي مع الجالية الصومالية في مينيسوتا اكبر جالية صومالية في امريكا الشمالية والتي بدورها حشدت كل طاقاتها البشرية لإستقبال الرئيس والوفد المرافق له.. وتجمع آلآف من الجالية الصومالية والجاليات الصديقة وممثلين من حكومة مينيسوتا وسط مدينة مينيابوليس مساء الجمعة الموافق 18يناير الجاري2013 احتفالا بنجاح زيارة الرئيس والوفد المرافق له للولايات المتحدة الأمريكية.. والقى الرئيس حسن شيخ خطابا مؤثرا دعا فيه الجالية الصومالية في مينيسوتا الى المساهمة في بناء الوطن والعودة اليه..وفي حديثه عن جولته التي بدأها بدول الجوار أشاد بدور جمهورية جيبوتي والتي وصف دعمها للأمة الصومالية بدعم مركزي ودائم حيث ان جيبوتي لم تتوقف يوما عن مساعدة ودعم الصومال الجريحة منذ بدء الأزمة الصومالية..واشار الى ان زيارته الى جيبوتي لم تكن لتحسين العلاقة الجيبوتية الصومالية كزياراته لبقية الدول الإقليمية وانما ذهب ليشكرهم..
ان الصومال أحوج ما تكون اليوم اكثر من أي وقت مضى لوحدة الصف والهدف وللقادة المخلصين ورجال الفكر النيَر وبعد النظر لإنتشالهم من وسط الإعصار والواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب الصومالي الذي دمرته الحروب الأهلية والعصبية المقيتة والصراعات المذهبية..إن نظرة سريعة على حال الأمة الصومالية من شأنها ان تدفعنا الى ان نستنجد بالعقلاء والحكماء لأنهم الأقدر على النهوض بهذه الأمة وإقالة عثرتها وإنقاذ الأجيال القادمة من العيش في واقع اليم تركه الآباء الذين فرطو وقصروا ولم يكونو على قدر المسؤلية الملقاة على عاتقهم..
اللهم الطف بالصومال ، واحفظها بحفظك ، وجنبها مكائد الأعداء ، وأبقها بعيداً عن كل شر يُراد بها، وصُنها عزيزة حرة أبية وعلى الأعداء عصيّة ، آمنة مستقرة، مرفوعة الرأس ، شديدة البأس.. اللهم آمين.
فيصل مختار
Minnesota, US