يوم آخر في الحياة السياسية الجيبوتية، وجانب آخر مهم بل جوانب أخرى في منظومة المشاركة السياسية التعددية السليمة التي تبناها الرئيس الراحل حسن جوليد و طور نهجها فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله منذ أكثر من عشر سنين، يقينا منه بأن من عوامل التطور مشاركة الجميع في بناء الوطن. حديثي بالطبع يدور حول الانتخابات التشريعية لعام 2013، التي سيشهدها وطننا الفتي في اليوم الثاني و العشرين من الشهر الجاري. أيام و بل ساعات و يبدأ الجميع بشكل ديموقراطي حضري، انتخاب نواب و نائبات البرلمان. من هم النواب ؟ انهم من سيمثلون المجتمع الجيبوتي بكل جوانبه وأعراقه، إن دور النواب و النائبات لا يستهان به، فَهم حلقة الوصل التي تربط الشعب بالحكومة. إن استعراض المقترحات السليمة و القرارات المفيدة والتي في صالح المجتمع، بصدد تشريعها، يتحتم على المواطن و المواطنة التمعن واختيار الأفضل في من سينوب عنه و يشارك في رسم سياسات وقرارات الحكومة. حديث كتلة حزب الاتحاد من أجل الغالبية الرئاسية (UMP) يتناول أموراً كثيرة جميعها ذات طابع في غاية الأهمية. فقد صرح مرشحي الحزب الحاكم أن التطوير والوصول إلى أعلى المستويات الرضا في مختلف المجالات التعليمية منها و والاقتصادية و الصناعية و الاجتماعية ممكن وفي المقدور تحقيقه، طالما كانت سياسة الحكومة واضحة والجهود تبذل بإخلاص من أجل بلوغه. لقد أراد فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة، من خلال سياساتهم الحكيمة، النهوض بمشاريع جديدة ما كانت لتنهض بهذه السرعة لولا النية الصادقة في تبنيها. فقد شرعوا في جلسات حوارية حكومية علنية التطرق، منذ الوهلة الأولى، إلى أدق التفاصيل و من كافة النواحي، وتم خلالها الحديث عن الانجازات و التحديات و الطموحات. ثم و في جدولة مهنية وباسلوب سلس تم العمل على انجاز ما بوسعه عمله، وكانت أولويات السياسة الحكومية إزالة كل هموم المواطنين و قضاياهم الحياتية اليومية. و بعد عشرات السنين من العمل الدؤب ننظر اليوم بكل فخر و اعجاب إلى مرحلة انتقالية نوعية للبلد والتي يشهد لها المجتمع الإقليمي و الدولي. وسأتطرق إلى بعض الانجازات التي ركزت عليها الحكومة حتى لا ننسى ما صنعته.ففي شأن التعليم، بذلت الحكومة جهودا جبارة في تطوير البنية الأساسية في مجال التعليم بتشيدها للمدارس و المعاهد و الجامعات و الكليات كما ولجت إلى دفع الأموال الطائلة، بالتعاون مع المؤسسات الدولية، في تكوين و تحسين قدرات المعلمين و المدرسين حتى يتم تخريج الدكاترة و الأطباء و المهندسين و العمال ذات الكفاءات العالية. لقد أسهَمت الحكومة مليا في النهوض بجيل مستعد و جاهز لبناء دولة حديثة. وفي شأن توظيف الشباب، فقد صرحت الحكومة في أكثر من محفل و عبر وسائل الإعلام أنها تبذل قصار جهدها و بشكل مستمر في تسهيل بناء منظومةً بصدد مساندة المبادرات الشخصية فهي تشجع عملية تنمية المواهب و تساهم على إنشاء الأعمال التجارية المبتكرة. يذكر أن منظومة إجراءات، لتسهيل إدماج الشباب المتعلم في سوق العمل، اُتخذت، فعلا، بهذا الصدد، فقد مولت مالية الدولة صندوق إدماج و وضعت آلية قروض تهدف إلى دعم إنشاء المشاريع الخاصة للشباب الجيبوتي. وحول جانب أخر، فلقد شهدت الدولة في الآونة الأخيرة تطورا للبنية الأساسية للصناعة، نذكر على سبيل المثال الافتتاح الأخير لمصنع الإسمنت الذي يواكب بشكل رئيسي ديناميكية التوسع الإسكاني و العمراني كما يساهم في تشيد المنشآت البرية والبحرية و الجوية وفي تحديث الطرق و شبكة المواصلات بين مختلف المحافظات وبين الجمهورية و دول الجوار.
كما وتولي الحكومة أهمية قصوى في تطوير وتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة من خلال تخطيط سياسات تعتمد على تنويع مصادر الطاقة مع الرعاية الكاملة في تنمية مصادر أخرى نظيفة و متجددة، الهدف منها تلبية الطلبات المتزايدة للطاقة والحفاظ على البيئة.
وتواصل الحكومة مرارا و تكرارا على التنقيب و توفير مصادرالمياه المختلفة لكل الجيبوتيين الموجودين على بقاع الجمهورية.
وعن الجانب الإنساني و الاجتماعي تشرع الحكومة، من خلال برامج مستمرة، في تقليص أقصى أنواع الفقر و وإزالة الفروق الاجتماعية و تلك التي بين سكان المناطق الداخلية حتى يتم التقليل من الضعف الاجتماعي و من الفقر. لقد ركزت سياسة الحكومة وأولت اهتماما كبيرا على توفير الرعاية الاجتماعية و الصحية و توفير التعليم و العيش الآمِن لكافة الجيبوتيين. و لا نقول أننا وصلنا إلى نهاية المطاف و قد حان قلب الصفحة، فإنه من الصعب إعادة سياسة راسخة واضحة تمت جدولتها منذ أمد بعيد بسياسة جديدة فاقدة للخبرة و نتيجتها غير أكيدة. بقيَ أن نذكِّر بأن المشهد الإقليمي و الدولي الحالي يتسم بالكثير من الأزمات و التقلبات التي تهز الشعوب الشقيقة و الصديقة و تعيد البعض منها لعهود الخراب و البعض الأخر في حالات من عدم الاستقرار. و تجاه ذلك، فمن الحكمة و نحن في هذه الزوبعات الدولية و الثوَران المدمر، التزام الحيطة واختيار ما هو واضح وعدم الانجراف وراء وعود يعقد لها "بالمنقذة" و هي، في حقيقة الأمر، غير محسوبة عقباها. إن إدراك و تفهم الوضع الراهن ثم التأقلم مع السياسة المعاصرة والشأن الدولي المتغير يتطلب شخصيات ذوات كفاءات و خبرات مؤكدة، بمقدورها تسير السفينة في مغبة العاصفة دون الارتطام يمنا أو يسرى. كذلك فأنا على يقين بأن حزب الوحدة من أجل الغالبية الرئاسية UMP يدخل دائرة الانتخابات و في ترسانته رؤية مستقبلية واضحة بعيدة المدى.
الأهم من ذلك أنه يدخل ومن أولوياته اتخاذ القرار المناسب في الزمن والمكان المناسبين، بل و الأهم من هذا كله يدخل الUMP الانتخابات التشريعية 2013 إيمانا منه و يقينا بأن بيده، وبعون الله، جَلبُ المزيد من الخير لهذا الوطن وإننا و إنشاء الله في يوما أخر من التطور و الإزدهار.
بقلم :
رامي قاسم سعيد