بعد عقود من الزمن ظل فيها سوق الأدوية تحت سيطرة ثلاث صيدليات فقط تقع وسط جيبوتي العاصمة - كانت وجهة كل من يحتاج أدوية- يلاحظ في الآونة الأخيرة انتشارا كثيفا للصيدليات الخاصة في أحياء مدينة جيبوتي وضاحية بلبلا، مما وفر على الكثيرين عبء المجيء إلى السوق المركزية للحصول على مبتغاهم من الأدوية، خصوصا تلك التي لا تتوفر في الصيدليات المجتمعية التابعة للمراكز الصحية.
ويتواجد في مدينة جيبوتي وبلدية بلبلا في الوقت الراهن أكثر من عشر صيدليات خاصة تتوفر فيها مختلف الأدوية وبأسعار مناسبة -وفق كثيرين- مقارنة لما كانت عليه قبل سنوات قليلة، ومن الصيدليات الجديدة هذه على سبيل المثال الصيدلية الوطنية (Pharmacie de la Nation) الكائنة في سوق بلاس رامبو بقلب العاصمة، وصيدلية الهدى بالقرب من مستشفى دار الحنان للولادة. وصيدلية بلبلا في حي شيخ موسى بضاحية بلبلا.
وتكتظ هذه الصيدليات في كل يوم تقريبا بعشرات الأشخاص الراغبين في شراء الأدوية، فيما يأتي العديد من المرضى إليها مباشرة دون إحضار الوصفة العلاجية التي تناسب الداء الذي يعانون منه.وغالبا ما يستقبل هؤلاء طبيب عام داخل الصيدلية حيث يقوم بمعاينة المرضى مجانا ومن ثم إعطائهم الوصفة الطبية المناسبة لحالتهم المرضية.
إجراءات رقابية
وتحظى هذه الخطوة (تزايد عدد الصيدليات الخاصة) بترحيب المواطنين الذين يرون أن من مصلحة الفقراء وذوي الدخل المحدود أن تتعدد الجهات التي توفر لهم الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الخدمات الطبية كالأدوية مثلا، لأن الصحة لا تقدر بثمن.
وتخضع هذه الصيدليات بشكل دوري تقريبا لإجراءات رقابية من قبل وزرة الصحة، حيث يقوم الفريق المكلف بالإشراف على الصيدليات بزيارات تفقدية بغية التأكد من استيفاء الأدوية المتوفرة فيها للمعايير المحددة من قبل الوزارة، ويتم تغريم الجهات التي لا تفي بهذه المواصفات.وبحسب مدير الصيدلية الوطنية (Pharmacie de la ( Nation) التابعة لمؤسسة أبو أحمد للتصدير والاستيراد التي يعود إنشاؤها إلى التاسع من فبراير عام 2012 الدكتور / نذير أحمد بن أحمد الدبعي فإن من أهم أسباب افتتاح الصيدليات الجديدة في جيبوتي عودة الكثيرين من خريجي الجامعات إلى البلاد خصوصا خريجي كليات الطب والصيدلة، والذين رأوا أن بإمكانهم إقامة مشروعات خاصة بهم يخدمون من خلالها المجتمع الجيبوتي.
وأوضح في حديث "للقرن" أن مثل هذه المشاريع تخلق فرص عمل للعديد من العاطلين خصوصا الشباب المؤهلين الذين كانت تنقصهم الخبرة والإمكانيات المادية مما يعينهم على إعالة عائلاتهم والاستغناء عن الاحتياج إلى غيرهم.
وتعمل الصيدلية الوطنية وفق الشعار الذي رفعته منذ اليوم الأول من انطلاقتها وهو الدواء خدمة قبل أن يكون سلعة، مما يعني أن جهود القائمين على هذه الصيدلية لا ترتكز على الجانب الربحي بقدر ما ترتكز على تغطية الاحتياجات المجمتعية ( بكل الطبقات والشرائح) لأدوية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة للجميع، للميسورين وذوي الدخل المحدود.
أدوية فرنسية ومصرية
وأشار الدكتور نذير الذي يمتلك خبرة كبيرة في مجال الصيدلة تزيد عن تسع سنوات إلى أن من أهم الشروط الواجب تلبيتها عند تأسيس صيدلية خاصة في جيبوتي أن يتولى إدارتها دكتور معتمد لدى المجلس الوطني الطبي على أن يكون حاصلا على دكتوراة في الطب بعد استكماله الدراسات العليا في خمس أو ست سنوات، وأن يحمل مالكها الجنسية الجيبوتية، وان تكون هذه الصيدلية مسجلة لدى المجلس الوطني الطبي في البلاد.
وقال "إننا نوفر للمرضى أدوية ذات جودة عالية نستورد ما نسبته 95% منها من فرنسا و5% المتبقية من كبرى الشركات المصنعة للأدوية في جمهورية مصر العربية فضلا عن تقديم الاستشارات الطبية على أسس علمية وانطلاقا من خبرة عالية في هذا المجال.
وبعد مضي نحو عام على إنشائها يرى مدير الصيدلية الوطنية أن جهودهم قد أثمرت بفضل الله تعالى ثم بكفاءة ومهارات فريق العمل الذي يؤدي مهامه بكل حيوية ونشاط ومسئولية -وفق تعبيره - حتى تمكنت الصيدلية من تجاوز كل الصعاب وكسبت ثقة المستهلكين- نظرا لموقعها المتميز في مركز العاصمة - موضحا أنهم يتطلعون إلى أن يتصدروا المشهد الصيدلي في البلاد والتوسع في تقديم الخدمات الطبية وفق اللوائح والقوانين سارية المفعول.
محمد عبد الله