صادف الأربعاء الماضي التاسع من إبريل ذكرى مرور عامين على تنصيب فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله للمرة الثالثة وذلك لمواصلته على مختلف الأصعدة وجهوده التي لا تنفصل من تطور البلاد معبرة من أحلام فخامة الرئيس.ورغم أن هذه المدة تعد في حساباتها الزمنية للأمم قصيرة إلا أن الانجازات التي تحققت خلالها في جمهورية جيبوتي تمثل قمة النجاح وتؤكد أن جهود فخامة الرئيس قد أثمرت وأعطت للبلاد وأهله تقدماً وأمناً ورافقت منذ أن تسلم مقاليد القيادة تطورات اقتصادية واجتماعية في البلاد عبرت عن معرفة واسعة لفخامته وتميزه بأطروحات واضحة وجرأة في كثير في المواقف والرؤى ومثل في نظر المراقبين خط الاعتدال والصراحة والوضوح ووصفوه برجل المواقف الصعبة والتوجهات الرائدة، كما أجمع المتابعون على أن وعيه لأحداث العنف إقليمياً وعالمياً وتفاعله معها جعلته مدركاً بأنها ليست ماضية عليه وليست غريبة عنه، حيث تعاطي خلال ترأسه ديوان الرئاسة مع العديد من التحديات وتمرس في معالجتها واستفاد من خبرته وحكمته وحنكته وبعد نظره وتمكنه منذ دخوله معترك الحياة السياسية من الاطلاع على كافة القضايا السياسة محلياً وإقليمياً ولعب فخامته ولا يزال دوراً مؤثراً ولافتاً في السياسة الإقليمية – الحالة الصومالية – والدولية، وصار رقماً صعباً في كثير من الأحداث والمواقف ووضع جلّ اهتماماته منذ أن تولى مقاليد الحكم، الأداء السياسي والاقتصادي والتعليمي والاجتماعي والفكري في البلاد التي واجهت صعوبات وتحديات كبيرة بسبب ظروف وأحداث طالت الجميع ورسم فخامته ملامح سياسته الخارجية في توازن ما بين احتياجات الداخل ومتطلبات الخارج، حيث استهل في خطاب العهدة الأخيرة بالتأكيد على أن شغله الشاغل هو إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، كما طالب المواطنين أن يشدوا من أزره وأن يعينوه على حمل المسئولية، وأطلق بعد توليه مقاليد السلطة من العهدة الثانية مبادرات لصالح الوطن تمثلت في إنشاء ميناء دوراله الذي أتاح للمواطنين فرصاً للعمل، كما دشن مؤخرا ميناء تاجورة وميناء قبة الخراب ( Goubet) لتصدير الملح الطبيعي ومن توجهاته أنه قال: قد ولي زمن الفرقة والقبلية البغيضة التي كانت يخيم علي البلاد في عهود الضعف والهوان والخضوع لسيطرة الأعداء ومن هذا المنطلق فإن كل جهد سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو فكرياً يقرب بين أبناء الوطن هو جهد محمود يدفع بالبلاد إلي الأمام وكل جهد يزرع بذور الفتنة والتفرقة هو نكسة تعود بأهل جيبوتي إلى الوراء وتحقيقاً لهذه التوجهات قام بزيارات تفقدية في المناطق الداخلية ليتلمس فيها احتياجات المواطن والاستماع إلى همومهم وآمالهم، ودشن خلال هذه الزيارات مشاريع صحية وإسكانية وتعليمية ستعود بالأثر الإيجابي وتعبر عن واقع ومستقبل البلاد واستطاع أن يحقق توازناً بين المناطق الداخلية والعاصمة، كما نجح بحكمته في أن يرتقي بعلاقات جيبوتي مع الدول الشقيقة والصديقة وحمل فخامته شعار – دبلوماسية التنمية – واستطاع بحنكته أن يجعل من هذا الشعار واقعاً ملموساً لخدمة اقتصاد البلاد وتحقيق التنمية في الداخل من خلال استثمار علاقات بلاده بالدول الأخرى في مجال تبادل المصالح الاقتصادية وعقد شراكات وتوقيع اتفاقيات اقتصادية مع الشرق والغرب ولعل جولاته التي شملت العديد من بلدان العالم قد أثمرت اتفاقيات اقتصادية وصلت إلى عدة مليارات من الدولارات، كما فتحت هذه الجولات أمام قادتها وفعالياتها السياسية ملفات دولية حساسة خصوصاً المتعلقة بالقضايا الإفريقية والشرق أوسطية، وحرص فخامته على دعم التضامن الإسلامي والعربي وتعميق الروابط الأخوية القائمة بين الدول العربية وتقوية روابط التضامن الإفريقي في إطار التجمعات المدنية.كما حققت توجهاته الرائدة منجزات ضخمة وتحولات كبرى في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والزراعية والثقافية والاجتماعية والعمرانية، وكان لفخامته دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي المعاصر وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله، كما تمكن بحكمته ومهارته في القيادة في تعزيز دور جيبوتي في الشأن الإقليمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وفي دوائر الحوار على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.
أما استتباب الأمن في البلاد أولاها فخامته جلّ اهتمامه ورعايته وكان التركيز الدائم على الاحتكام إلى القانون الذي يقوم عليها البناء الأمني للبلاد، وسجلت نصف العهدة الثالثة للبلاد امتيازات لافتة وحضوراً فاعلاً له على المستوى المحلي والإقليمي والدولي مما جعله أحد أبرز دعاة السلام والحوار والتضامن وتنقية الأجواء.
النائب / عبد الرحمن حسن رياله