رحلت الأديبة الكبيرة الأستاذة شريفة بنت محمد بن عبد الرحمن العلوي أمس الاثنين ، وسلمت روحها إلى باريها بعد معاناة شديدة مع المرض ، رحلت الأديبة المرحومة وهي في أوج عطائها الأدبي ، وهكذا العظماء يذهبون فجأة ويرحلون خلسة والأمة في حاجة إليهم ، ولا نملك أمام قدر الله الذي لا يرد ، وقضائه الذي لا يرفض إلا التسليم واللجوء إلى الصبر ، فاللهم أنر لحدها ، و وعطر رمسها ، وعظم أجرها ، واجعلها في جنانك من الخالدين .
الأستاذة شريفة العلوي كانت قامة من قامات الأدب العربي ورمزا من أعظم رموزه على مستوى العالم العربي وعلى مستوى القرن الإفريقي ، فقد تركت المرحومة آثارا أدبية غزيرة نشرتها عبر المواقع الإلكترونية كشبكة الشاهد الإخبارية والمنتديات الأدبية كمنتديات المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيحية ومنتديات موقع أروقة الأدب، و ومن خلال صفحتها عبر الفيس بوك ، كما طبعت بعض أعمالها مثل ديوانيها المشهورين : إلا أنا ، و زخرف البلح ، لكن كثيرا من أعمالها تر النور حتى هذه اللحظة ، وقد وصل عدد النصوص التي دبجها يراع الأدبية إلى أكثر من ثلاثمائة نص بين شعر ونثر وخاطرة ومقالة ، كما تنوعت الأفكار التي تناولت من خلال إنتاجها الأدبي بين الفكر والإجتماع ومناقشة قضايا المحيط عامة من خلال رؤية نافذة ونظرة ثاقبة تدلل على وعيها وتمسكها بهوية المرأة الأديبة المسلمة .
وقد تعرفت على الأدبية القديرة في وقت مبكر ؛ وذلك لاهتمامي بالأدب والأدباء، وتواجدي معها في بلد واحد هي المملكة العربية السعودية ، حيث كانت المرحومة تسكن في مدينة جدة ، بينما أدرس أنا المرحلة الجامعية في كلية اللغة العربية بمدينة الرياض ، فقد كنت مغرما بإنتاجها الأدبي ، وتابعتها كثيرا عبر صفحتها على الفيس وعبر شكبة شاهد الإخبارية وغيرها من مواقع الإنترنيت التي أشرت إليها سلفا ، كما أهدت إلي ديوانيها المطبوعين : إلا أنا ، وزخرف البلح ، في إحدى زياراتي لمدينة جدة الساحلية ، رحم الله الأديبة رحمة واسعة وألهمنا وأهلها وذويها الصبر والسلوان .
محمد شاكر عرب