هاهو شفق هذا اليوم الفضيل على وشك أن يغيب وتكاد تنتهي أيامه الغرور ولياليه الحسان وساعاته العذبة بكثرة العبادات .
رمضان بسعة دخل النصف الثاني لشهره الفضيل ... وفي القلب شوق يغلي وعلى الأهداب دمع يجري ... بقيت سويعات قليلة ويعلن رحيله علينا ... هذا الضيف الكريم بخيره وبركاته ,, يرحل بعدما جاء بمضاعفة الأعمال ,, وحط الأوزار ...
أتانا قائلا : ها أنا جئتكم أمنحكم فسحة من الزمان ,,, تقطفون فيها من العزم ما وهن ومن القلب ما نام وركن ,, تجددون فيها الإيمان وتحيون الصلة مع القرآن , تكسبون خيرا كثيرا لا يحصر وتفرحون بما من ذنوبكم يغفر ,,, جئتكم والعودة إلى الله شعاري ....
هذا رمضان الذي كنا ننتظره بالأمس،الآن تكاد شمس آخر يصفه تغيب عــنا فهل يا ترى كنا ممن حلت بهم رحمة ربهم ,, وهل تقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا ... أجل .... هل سألنا أنفسنا هذا السؤال ؟؟؟
فاللهم بلغنا رمضان مرات ومرات .. اللهم أعده علينا أعواما عديدة وأزمنة مديدة ..وتقبل منا واغفر لنا يا ذا الجلال والإكرام .
أيها الأحبة في الله , أكثروا في هذا النصف الأخير من الشهر الكريم شهر الصيام وزيادة الإيمان ...من الدعاء للواحد الديان .. والاجتهاد في كل العبادات عسى الله أن يختم لنا رمضان بكثرة العبادات وصالح الأعمال ,, فلله عتقاء من النار كل يوم وفي أخر يوم من رمضان يعتق الله من النار بقدر ما أعتق في أيامه السابقة ,, وهذا إنما يوفى أجره بعد الانتهاء من العمل كما قال الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه .فيا لخسارة المحرومين من هذه الفرصة العظيمة ..
فرصة الدخول إلى الجنة .ويا لخسارة المحرومين الذين دخل عليهم رمضان وهم يبارزون الله بالمعاصي فخرج رمضان وتركهم بعد أن أصبحوا أسود ما كانوا عليه من المعاصي .والله ..لقد حرمنا الخير الكثير آآآآآآآآآآآآآآآآآه سُرقنا ,, وُفتنا ,, فهل إلى الخروج من سبيل ما أريد أن أقوله ونحن نودع النصف الأول من شهر رمضان المبارك هو أن يقف كل منا مع نفسه متأملا فاحصا ومتفكرا متذكرا ومراجعا دارسا وهو خارج من هذه الدورة الإيمانية العبادية.
إن كل من التحق بدورة يحدد الهدف من التحاقه فيها ويكون له برنامج خاص دقيق يلتزم به أثناءها وبعد ذلك يعمل دراسة وتقويما لهذه الدورة ليعرف ماذا استفاد منها وأين أخفق فيها وماذا أضافت له من علم ومعرفة وقيم وسلوك.أدعوكم ونفسي إلى استخلاص دروس ضرورية منها واستنتاج دلالات وعبر هامة وتسجيلها والتركيز عليها لتعميقها في الكيان بعد شهر رمضان.
جمال أحمد