من المؤكد والمسلم به أن العالم يعيش اليوم ثورة حقيقية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي أصبحت ركيزة أساسية لتعزيز التنمية المستدامة. ففي هذا العالم الذي تحدد فيه التكنلوجيا القدرات التنافسية تستطيع تقنيات المعلومات أن تلعب دورا مهما في تحقيق التنمية المستدامة، إذ يمكن توظيف الإمكانات التي توفرّها تقنيات المعلومات في إحلال تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية وبيئية وتعلمية، وذلك من خلال تعزيز تكنولوجيا المعلومات والإتصالات من أجل الوصول إلى التنمية المستدامة. إن تعزيز بناء القدرات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، سيحقق أهداف التنمية المستدامة في المجال الاقتصادي، لأنها هي الوسيلة الوحيدة لتعزيز التنافسية، وزيادة النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة، وتقليص الفقر . كما إن وضع الخطط والبرامج التي تهدف إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع معلوماتي. بحيث يتمّ إدماج التكنولوجيات الجديدة في خطط واستراتيجيات التنمية الاجتماعية سيحقق التنمية البشرية المستدامة. وقد قامت الحكومة بقيادة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله، بتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الوطني. وتسعى جاهدة لتحقيق الاقتصاد الرقمي من خلال استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتوفير الرخاء والعدالة الاجتماعية للجميع. وتتمثل مهمتها في تطوير مجتمع قائم على المعرفة، واقتصاد رقمي قوي يعتمد على المعرفة بأسعار معقولة، والتمتع بالحقوق الرقمية، وتمكين المواطنين من الوصول إلى المعلومات وتقليص الفجوة الرقمية. وتعمل الحكومة على إتاحة الاتصالات للجميع، من أجل تمكينهم وتعزيز مشاركتهم في العمل المهني والحياة الاجتماعية. وتفعيل دور الاتصالات في التعليم، والنقل واللوجستيات، والتنمية، والصحة، والثقافة، والبيئة، والتجارة، لتعجيل الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحقيق جميع اهداف التنمية المستدامة، وتسخير قدرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تسريع وتيرة التقدم المحرز بكافة المجالات الحيوية. من خلال تمكين النفاذ إلى الإنترنت وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات الأخرى. وتدعيم البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخدماتها التي تتسم بالكفاءة . وقد تطرق وزير الاعلام المكلف بالبريد والاتصالات السيد/ رضوان عبد الله بهدون لجهود الحكومة الرامية لمواكبة التطورات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتمكين المواطنين من الوصول إلى المعلومات وتقليص الفجوة الرقمية ،في الكلمة التي ألقاها بمناسبة إحياء اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات الذي يصادف 17 مايو من كل عام، والذي احتفلت به جمهورية جيبوتي على غرار دول المعمورة. ويأتي احتفال هذا العام 2019 تحت شعار «سد الفجوة التقييسية»، ويستهدف سد فجوة الاتصالات واستخدام الانترنت بين البلدان النامية والبلدان المتقدمة، والاهتمام بالفجوة الرقمية والتفاوت في تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويتمثل الهدف الشامل لبرنامج سد الفجوة التقييسية في تسهيل زيادة مشاركة البلدان النامية في مجال التقييس، لضمان أن تنعم بالفوائد الاقتصادية للتنمية التكنولوجية المرتبطة به، وأن تعبر على نحو أفضل عن متطلبا&# 578; ومصالح البلدان النامية في عملية وضع المعايير.
وتابع الوزير قائلا» ان رؤية جيبوتي 2035 بقيادة رئيس الجمهورية السيد/ اسماعيل عمر جيله تضع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على قائمة أولويات البرامج الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين الوصول إلى هذه التكنولوجيات خاصة التكنولوجيا ذات النطاق العريض، وتحسين المسؤولية والفعالية والشفافية من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووضع القطاع الخاص ضمن ٲبرز الٲولويات لدعم التنمية المستديمة. وذكر الوزير إلى أن عدد المشتركين في خدمات الهواتف الجوالة في بلادنا تجاوز 287 ألف مشترك في عام 2014 ووصل إلى 400 الف مشترك في عام 2018 أي بنمو يقدر 37%، بالنسبة للمشتركين في الهواتف الثابثة تجاوز 22 ألف مشترك في عام 2014 ووصل إلى 37 الف مشترك في عام 2018 أي بمعدل نمو يقدر 68% كما إن عدد المستخدمين لخدمات الإنترنت في عام 2018 وصل إلى 163 ألف شخص بينما لم يكن يتجاوز 28 ألف مشترك في عام 2014 . فيجب الإهتمام بدور الاتصالات في «التنمية المستدامة» لأن تقنيات المعلومات مهمة جدا لحياتنا الإجتماعية والمهنية والتعليمية والاقتصادية إذا حُسِنَ إستخدامها بشكل إيجابي . كما يجب تدعم استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطوير قطاع الاتصالات ليساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا.
عبدالسلام علي آدم