إن جمهورية جيبوتي بحكم موقعها الاستراتيجي المتميز تضطلع بدور مهم وفعال للغاية في حماية الأمن والاقتصاد الدوليين وتفعيل قوة التبادل التجاري والتكامل الاقليمي  

والذي يتعزز بجهودها الحثيثة  في ارساء دعائم  السلام الشامل وحماية الاستقرا في المنطقة  .

والعمل علي إشاعة ثقافة التضامن والوئام والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة  .

وفي هذا الاطار  تركزت جهود جيبوتي خلال العقدين الأخيرين على بناء أرضية صلبة للتعاون المثمر والشراكة الاستراتيجية والتكامل الاقليمي ،وتعزيز التنسيق مع شركائها علي المستوي الاقليمي والدولي، والعمل علي توفير كافة شروط ومقومات الصمود ومواجهة مختلف التحديات والتهديدات التي يمكن أن تفرزها التحولات والتطورات في هذه المرحلة علي المستوي الاقليمي والدولي ولا سيما فيما يتعلق بتنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف والتشدد والانحراف عن مسار الاعتدال والوسطية.  

ومن هذا المنطلق يأتي تركيز بلادنا على تعزيز ثقافة الاعتدال التي تعد فرس الرهان لكسب معركة الحفاظ على المصالح العليا للبلاد  إذ أن تعزيز ثقافة السلام الاجتماعي والسياسي بين المجتمعات هي روح الحضارة وجوهر التعايش السلمي وهي في ذلك كله قاعدة راسخة لبناء الفكر السليم للإنسانية جمعاء والنماء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمجتمعات كلها.   

وفي هذه الخانة يصب الحرص الجيبوتي والسعي للإسهام  في إيجاد محيط جغرافي قوي آمن ومستقر ومزدهر ، من اجل نجاح الشراكة والتكامل بين دول المنطقة والمعول عليها لتحقيق الرفاه الاقتصادي و الاجتماعي لمجتمعات دول المنطقة لأن المنطقة كما نعلم اليوم جميعاً مرتبطة ببعضها بعضاً جغرافياً وثقافياً وإنسانياً واقتصادياً وانطلاقاً من ذلك يأتي دور جيبوتي الفاعل سابقاً وحالياً من أجل لملمة صف الإخوة الفرقاء السياسيين وحلحلة ملفات الأزمات الاقليمية بغية تدعيم كافة الجوانب الإنسانية فيها في ظل رؤيتها الشمولية المتوازنة والتي تتعامل بصدق وتجرد مع تطورات الواقع المحلي والإقليمي والدولي.  

  وفي هذا الصدد سعت جيبوتي في مسيرتها الحافلة  الطويل إلى فض النزاعات الإقليمية عبر عقد الكثير من اللقاءات التقاربية والمبادرات التصالحية مثل مؤتمر الفرقاء السياسيين السودانيين الذي جمع بين الرئيس السوداني السابق عمر البشير ورئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي أواخر عام 1999م. ناهيك عن جهوردها الحالية لاستقرار الأوضاع السياسية في جنوب السودان كم خلال  المساعي الدبلوماسية لوزارة الخارجية الجيبوتية ضمن منظمة الايجاد ،والرامية لإحراز التقدم بشأن صياغة الدستور في هذا البلد وتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية العام الجاري 2020م.   

وسعيا لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة احتضنت بلادنا مباردات تاريخية ومؤتمرات عديدة للمصاحلة الصومالية والتي كان أهمها مؤتمر عرتا الشهير والذي مثل نقطة تحول بارز في سلسلة مؤتمرات المصالحات الصومالية السابقة إذ تميز هذا المؤتمر باحترام إرادة مكونات الشعب الصومالي الشقيق في اختيار من يتولى إدارة شئونه وحماية مصالحه الخاصة، حيث اعتبره المؤرخون بأنه كان أهم لبنة أساسية في إعادة بناء الصومال في إطار إحياء كافة مؤسساته الحكومية والإدارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وكذا وضع الأسس الديمقراطية فيه وذلك مما لعب دوراً هاماً ومحورياً في عودة الحضور الصومالي دولياً وعربياً وإقليمياً وذلك من خلال إطلاق جمهورية جيبوتي بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد / إسماعيل عمر جيله مبادرات من اجل حشد المجتمع الدولي وجميع المنظمات الإقليمية والدولية وخلق التفافها حول الصومال  ومضاعفة جهودها من أجل اعادة بناء صومال آمن ومستقر وتسريع العمليات من أجل اعادة الإعمار والبناء فيه وقد نتج عن هذا المؤتمر التاريخي خروج الصومال من مأزق أزمته التي واجهها منذ انهيار حكومته المركزية وكذا الخروج من أتون حرب أهلية قاسية حولت الصومال إلى ساحة الصراعات بالوكالة ومكاناً لدفن النفايات النووية الدولية .   

 

وللحديث بقية...  

سليمان عبدالله علمي