يسحرك جمال المكان وتأسرك روحانية المشهد لحظة غروب ترسل فيه الشمس أشعتها الذهبية على أمواج البحر المتلألئة كفتاة توردت وجناتها خجلاً من كلمات غزل شواطئ عذراء تعزف سيمفونية عشق لجبال ممتدة على بحر يكشفه الجمال والروعة ،توقفك على كل نقطة يمثل فيها الماء نافذة للتأمل اللانهائي كثيرة هي الشواطئ الجيبوتية التي لا تزال خارج الجاهزية تنتظر اليوم التي تلبس فيه حلتها لانتظار عشاق يتوافدون إليها ويطلبون وصلها من كل أرجاء المعمورة من بينها خور عمبادو التي تقع على امتداد الساحل بخجلانها التي صاغت نموذجا لخليج تجورة ذات الشواطئ الرملية كلوحة فنية نقشت تفاصيلها يد فنان أبدع تصميمها من مخزون الخيال والشمس تلقي قبلة وداع على أمواج البحر وتسحب أذيالها نحو الغروب يهيج في النفس كل المشاعر التي تم طمرها من أعوام ويغسل كل ما علق فيها من ضيق وتعب. يحتضن الشمس عند الغروب و يعكس ضوء القمر وإيقاعات الأمواج التي تقبل رذاذها وجه الزائر ترحيباً بقدومه إحدى المفردات البارزة في قاموس المكان المليء بمفردات الطبيعة الخلابة، زيارة لهذا الشاطئ تعبر بك إلى جزر الأحلام لتعيش أوقاتاً تنسى فيها ذاتك وأنت مستغرق في جمال طبيعتها الذي لا تحده أمواج البحر اللامحدودة.

ولقد أضفت الإنشاءات الجديدة في دوراله من ميناء متعدد الخدمات - الذي حول بلادنا الي مركز إقليمي وعالمي للتجارة والخدمات اللوجستية - وبهائها المعماري ومصابيحها المتلألئة عاكسة أشعتها الزاهية على سطح البحر وكأنها نجوم تتباهى في العلياء.

وحركات وسكنات المصطافين وهم يداعبون أمواج البحر ويتراشقون بالمياه وبالرمال الساحلية الناعمة ويفرحون ويمرحون ويملؤون المكان صخبا يخيل إليك أن الجمع في عرس أو قل إن شئت حفل سياحي يقام في أجمل مكان يشد إليه الرحال في أجمل مهرب من الاشتعال والاحتراق بحر الصيف الذي لا يجد بداً من تقديم سلام تعظيم لجلالة ملك الطبيعة{ البحر} .

وللنبتة السحرية {القات} التي تتعاظم قدرتها على مقاومة هجمات الحر المتواصلة عندما تتم طقوس ( تخزينها )في كنف البحر وشاطئ خورعمبادو الذي أصبح مهوى الأفئدة وتضاعف مرتادوه مع تهيئة الطرق المؤدية إليه وتزيدها ببعض المقومات السياحية فكم كانت جميلة وممتعة تلك الساعات التي قضيناها هناك وتذكرنا أيامنا الخالية بالامس البعيد في دوحة دوراليه وصحبة عامرة .

وكم كانت جميلة ومطربة ذكرياتنا في عقد خلي في تلك العشة الجميلة المطلة على شاطئ دوراله- التي طالما جمعتنا بأحبة فرقتنا الأسفار عن بعضهم - وبالأخص الساعة السليمانية في ذروة المرقان ( النشوة ) وبدأ التحليق والتناهي في جمال الطبيعة التي حبانا الله إياها .

وجري الشريط سريعا في حالة استحضار جميل وتتابعت الصور والمشاهد عن تلك اللمات في تلك الايام الخالية وتوقف علي لحظة كنا فيها أربعة وجمال الطبيعة خامسنا وسكون المكان سادسنا وبتوأم الرحلة أصبحنا تسعة وكانا ياسرنا هو عاشرنا نتجاذب أطراف الحديث همسا وكأننا نتناجي حتي لا نزعج الجمال والسكون الذي يغلف المكان.

ولما ألقى الليل بردته على الكون وتلقينا تحية الوداع ، لوحت بها لنا موجات البحر المتلاطمة وغمزة الشمس لنا تدعونا للإنصراف حتى لا تتركنا وحدنا بعد أن حزمت أمتعتها الإشعاعية، تأهبنا للعودة على أمل اللقاء وكان الرحيل.