بعد انتهاء فترة الإجازة الصيفية، وبعد قضاء وقت ممتع بلا قيود، ولا التزامات وواجبات وتكاليف، وطال فيه السّهر، وكثُر فيه السفر وامتلأ بالبرامج التّرفيهية.

يأتي بعد ذلك وقت الجد والعمل، وسيبدأ من جديد عام آخر من أعوام الاجتهاد والمذاكرة والتحصيل العلمي ، لأن العلم هو أساس الرقي والتطور والتقدم، وأن العودة إلى الدراسة مجددا تُجدد الأمل في النفس وتنزع عن الطلبة ثوب اللامبالاة، وتضعهم على طريق طلب العلم.

ويحتاج الطّالب لهمّة قويّة ونشاط جادٍّ، ولذلك يستقبل عامه الدّراسي الجديد بابتسامة مشرقة، وهو يشعر بالكثير من الحماس والتفاؤل ، ويندفع إلى مدرسته حاملاً معه أحلامه وآماله، ويكون مملوءً بالكثير من الفضول والشغف وحب الحياة، ومشحوناً بالطاقة الكبيرة التي تحثه على أن يُبدع ويكون في قائمة الطلاب النجباء.

وكذلك مع بداية كل عام دراسي جديد يجدد فيه كلا من المعلمين والمرشدين والمفتشين والإداريين و أولياء الأمور النشاط والعزيمة والأمل لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة.

ويجب على كل هذه الأطراف التي يتشكل منها المجتمع المدرسي أن تستعدّ للعام الدراسي الجديد نفسيا وجسديا وماديا، لأن الاستعداد للعام الدراسي له دور كبير في نجاح مسيرته والتغلب على العقبات.

وعليه أكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد/ مصطفى محمد محمود أن وزارته قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل إنجاح العام الدراسي الجديد 2019- 2020 والذي سيكون حافلا بالأنشطة والفعاليات التي من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالواقع المعرفي والثقافي للطلاب في مختلف المراحل، وشدد على أهمية تضافر جهود شركاء العملية التعليمية للوصول إلى هذا الهدف.

وأوضح وزير التربية الوطنية والتكوين المهني أن العام الدراسي الجديد سيكون عاما حاسما لترجمة أهداف العملية التعليمية على أرض الواقع من خلال تطبيق الأنظمة والقوانين الهادفة لتحسين جودة التعليم من خلال التركيز على تعزيز الكيف بدل الكم وذلك من أجل تنمية وتطوير مهارات طلاب المدارس الابتدائية، تبعا للآليات التنفيذية التي وضعت للمدارس الحكومية لتحقيق ذلك الهدف.

وأضاف الوزير وذلك في كلمة القاها بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد قائلا: إن العام الدراسي الجديد يشكل عاما مهما كونه يمثل بداية فعالة للمشروع التحويلي لمدرستنا، ويتجسد هذا المشروع الإصلاحي الواسع بشكل خاص في البرامج الجديدة وجودة المحتوي.

وقد وضعت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني مناهج تربوية جديدة ومتميزة للسنة الأولى من التعليم الأساسي للعام الدراسي الجديد 2019 ـ2020. أكثر حداثة وملاءمة للمتطلبات العصرية والمستجدّات العلمية الحديثة، وقادرة على معالجة إشكالية ضعف مستويات التلاميذ في القراءة.

لتحسين وتطوير نظام التعليم في جيبوتي وتنفيذ برنامج التحول في الحقل التعليمي.

ولكل طرف من أطراف المجتمع المدرسي دورا هاما يقع على عاتقه لتحسين التحصيل العلمي للطلاب.

فيجب على الطالب أن يقوم عند بداية العام الدراسي بتجهيز حالته وعقله ونفسيته كما يجب عليه أيضا أن يقوم بتنظيم وقته وذلك لكي يستطيع تحقيق أقصي إستفادة من كل دقيقة تمر عليه في الإستذكار، أن يعطي لنفسه الطاقة الإيجابية التي تشجعه على الإستمرار في التحصيل الدراسي.

وأن يضع الخطط، والتصوّرات التفصيليَّة لهذا العام، ويرتّب أموره جيّداً ، ككيفيَّة تنظيمه للوقت، وكيفيَّة تعاطيه مع دروسه، والّتي من ضمنها الواجبات البيتيَّة والتحضير اليومي للدروس.

تعتبر بداية العام الدّراسي الجديد فرصةً ذهبيّةً لأي طالب مُقصّر في دراسته أو ضعيف التّحصيل لإثبات نفسه وجدارته.

وعلى أولياء الأمور الذين استعدوا لهذا العام مادياً ومعنوياً أن يهتموا بتلبية الحاجات النفسية والعاطفية والاجتماعية للأبناء. بتحفيز الطالب أو الطالبة على الدّراسة الجادة والمثابرة منذ بداية العام الدراسي. إنّ الاهتمام بالأمور المادّية عند بعض أولياء الأمور يفوق أحياناً الاهتمام بالنّواحي النّفسية، كتوفير الجو الهادئ المناسب للدّراسة في المنزل،وأن يُعدّوا أبناءهم وبناتهم تربويّاً، والحرص على تنمية السّلوكيات الإيجابية لديهم .

وأن يتابعوا الواجبات المدرسيّة لأبنائهم وأن يشاركوا في حلها ، وأن يتواصلوا بشكل دائم مع المعلمين ومشرفي المدرسة لمعرفة مستوى الطالب ومدى تفاعله وتأقلمه مع البيئة المدرسية.

وللمعلمين دور أساسي لتحسين التحصيل العلمي لطلابهم وواجب المدرسة والمدرّسين أن يُذْكُوا بين الطلاب روح التنافس والجدِّ والعطاء،وأن يعملوا على تهيئة الجو العام للدراسة ويجعلونه مناسب ومشجع لطلابهم وطالباتهم. وأن يتحلّوا بالصّبر والحكمة واللين وترك مساحة للجميع من أجل التعبير عن ما يدور في داخلهم وما يشعرون به.

وأن يكتشفوا مهارات ومواهب الطلاب ويعملون على تنميتها وتوجيهها في المسار النافع المثمر.

ويجب أن يتكاتف المجتمع التعليمي وراء كل الجهود التي تبذل لتحسين أداء الطلاب.

 

عبدالسلام علي آدم