مع بداية هذا الأسبوع استهل أطفالنا وفلذات أكبادنا العام الدراسي الجديد في كافة مدن ومحافظات وقرى التراب الوطني، يحدوهم الشوق، ويدفعهم الأمل؛ لوضع لبنة جديدة في بناء مستقبلهم التعليمي، ورسم وردة جديدة في تصميم لوحة مسارهم المعرفي، فهنيئاً لهم كل التهاني، ومبارك لهم كل التبريكات، ودعواتنا لهم بالنجاح والتوفيق والسداد في مسيرتهم التعليمية.  

وقد واكب هذا البدء للعام الدراسي الجديد اهتمامٌ حكوميٌ لافت كالعادة ممثلاً بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بتهيئة الأجواء الدراسية من: إعداد الفصول والقاعات والبيئات التعليمية، واستقبال الطلاب من قبل أساتذتهم ومدراء مدارسهم في جو مفعم بالحيوية، مملوء بالنشاط، محاط بفرحة العودة وحرارة اللقاء بعد غياب في فترة الصيف كان بمثابة استراحة محارب، وقد كان واضحاً الاهتمام الحكومي بالبروتكولات الصحية والاحترازات الوقائية من الإصابة بفيروس كورونا أثناء العودة اعتناء بصحة أبنائنا الطلاب.  

وضمن الاهتمام الحكومي بالتعليم الذي تنفذه وزارة التربية الوطنية على قدم وساق من أجل الارتقاء بمستقبل التعليم الوطني وجودته؛ ليواكب أعلى المعايير والمقاييس الدولية للتعليم عمل الوزارة هذا العام على  توسيع التعليم ثنائي اللغة بعد النجاح الذي لمسته في مدرسة حسن جوليد أبتدون النموذجية في مدينة عرتا، وذلك بتعميم هذا النموذج على كافة محافظات الوطن، ويقوم التعليم ثنائي اللغة على تعليم الأطفال المواد الدراسية باللغتين الرسميتين العربية والفرنسية جنباً إلى جنب؛ ليتخرج الطالب بعد إنهاء التعليم متقناً للغتين على خلاف الوضع في المدارس الأخرى حيث تدرس اللغة العربية كلغة إضافية  بينما يدرس الطلاب بقية المواد باللغة الفرنسية.  

 وهذه الخطوة تعدُّ بادرة جيدة من قبل حكومتنا الرشيدة في الاهتمام بالتعليم ثنائي اللغة؛ لتأهيل كوادر وطنية يمكنها مواكبة التطورات الحديثة مسلحة بأحدث الأنظمة التعليمية، ومتحدثة بمختلف اللغات الرسمية؛ ليمكنها التواصل والتعامل مع شريحة عريضة من مختلف شعوب العالم؛ وذلك للاستفادة القصوى من الموقع الاستراتيجي لوطننا الحبيب الذي تتهادى نحوه الأمم من مختلف الأقطار والدول.  

 

محمد شاكر عرب  

كاتب وباحث في البلاغة والنقد الأدبي