«تاهت بنا كل الحواري والطرق

كل ما مشينا نفترق

واحنا دنيانا عشق ...

لكننا يا صاحبي ما نتفق»

تتر البداية/ مسلسل ما نتفق

 

 سأكتب إليك وعنك عبر هذه النافذة كل يوم الإثنين، وما سأكتبه قديم وجديد، قديم تشرّبته روحك وجديد لم تألفيه في طبعي وسأحاول أن أناقش أسئلتك الملحة وأقارب تساؤلاتك التي لا تفارق روحك.. وقبل أن أخوض هذه التجربة سأبيّن بعض الأمور المتعلقة بالحب كاشفا فلسفتي فيه. 

 

حبيبتي أمل/

 أنا رجلٌ شرقيّ لا أجيد الحديث عن الحب والبوح عن نفسي، ونظرتي له تختلف كليا عن كل العشاق. فالحب عندي تكامل واكتمال بالآخر، الغوص في أعماق الحبيب، وهو ممارسة للسلطة ولكن من غير ضوابط وقواعد مقننة؛ وهو حرمانٌ من الاستقلالية وخوف من اتخاذ القرارات المصيرية وتنازل عن الذات وفقدان الحرية». 

سألتني عن معنى الحب فتلك كانت إجابتي.. فبدي على ملامحك الاستغراب ، وكما رأيت في عينك يومها عدم الفهم، رغم ذلك اخترتُ أن أصارحك واخترتُ عدم التصنع.

 

حبيبتي أمل/ 

 الحب في عينيك مختصر وبين خصلات شعرك مندثر، الحب أن أعيش وحيدا حتى لا أجرحك يوما في كبرياء، وأن لا أقترب حتى لا أكون سببا في دمعة غادرة قد تؤذي خدك الحريريّ.

الحب يا حبيبتي أن أراك من بعيد فابتسم، أو قادمة فأهرول إليك، ولكن دون أن ألمس كلما له صلة فيك – فقط - لأشم عبقك وقد امتزج بعرقك. الحب هو أن أرسمك على تجاويف قلبي في خلائي،  وأن أراك في الطبيعة .. وأن أرى الطبيعة فيك فصولا وسنينا.

 

حبيبتي أمل..

الحب يكمن في عنادك سيدتي، هو أن تطلبي مني الفراق فأرفض، أن تطلبي النسيان فاحتفظ بكل تفاصيلك وتفاصيلي معك، وهو أن أتذكر حروبك العبثية وأفسرها  طيبة كأن في عقلي آلة تحوّل كل ما يأتي منك حبا وطيبة.

الحب يا أملي أن أصادف فتاة جميلة تفوقك حسنا وجمالا؛ وأضع صورك معيارا للحكم على جمالها، وأن أقيس جمالها إلى جمالك أنت وليس جمالك إلى جمالها. الحب يا أملي أن تكوني أنت ترمو-جمال يخضع لسلطانه كل الجمال.

 

حبيبتي أمل

الحب هو أن أحبك وليس فيك ما ينحب، وأظل أزداد حبا وأنت من السدود  تستزيدين.

أعذريني حبيبتي على تطاولي، وأنا الجاهل في الحب وأنت معلمتي.. سامحيني على كل ما قلته عن الحب وفي الحب. مثلي يخطأ ومثلك يغفر.

 

 

في إحدى لقاءاتنا / الأفضل أن نطلق عليها إحدى معاركنا سألتني:

إن كنت أحببتُ إنساناً إلى درجة أن أطلبه وأفديه بنعيم الدنيا ؟

فكان جوابي قاسيا عليك، لدرجة أن رموشك حينها لم تتوقف عن الحركة اللا أرادية.

أجبتك يومها: «لا .. لا يمكن أن يحدث  هذا إلا في حالة التماهي وهي حالةٌ يتمثل فيها النعيم والوجود / الكينونة في ذات الآخر، ومستحيل أن أعيش حالة التماهي؛ فأنا إنسانٌ متمردٌ بطبعه.

حبيبتي أمل وبعد سنوات من سؤالك أدركتُ إلى ما كنت ترمين، كأنثى أردتِ أن يكون جوابي متطابقا   مع مقطع المغني الجيبوتي  (Amanda) :-

 

Tet  yotcaba

Yo meklitaa

Tet yot caba addonya sinnih raqsitaa

tet geek an›adonya  maqaanek raqa.

 

أو أن يكون مقاربا للشاعر العظيم الثائر (محمود درويش) إذ يقول:-

 

إنٍّي ولدت لكي أحبك ..

فرساً تُرقِّصُ غابةً، وتشق في المرجان غيابك

ووُلدت سيدةً لسيدها، فخذني كي أصبك

خمراً نهائياً لأشفي منك فيك، وهات قلبك

إنّي ولدت لكي أحبك ...

 

حبيبتي أمل/

لا يصل الإنسان إلى هذه الحالة في الحب إلا عبر الثقة والتفاهم، ونتيجة طبيعية لصحة العلاقة بين المتحابين ، بحيث ينصهران خلقا وروحا وكما تذوب الفوارق والاختلاف لصالح العِشرة التكاملية .. وهل يحدث هذا التماثل حقا؟ 

يتبع…

 

الكاتب والقاص

 حمد موسي