لا أغار.. من كحل في عين سمراء

 

 تغير لون بؤبئها

 

 لا أعلم لونها .. أخضر،أم أرزق؟!

 

 

 قاطعتني، وصوتها خفيض، وفي وجنتيها حُمْرة، تنبئ ما يعتري روحها الجميلة من غيظ، وقالت:-

 

أتقصد أني مجرد منتج أو سلعة أو سوق .. يتأقلم

 

ليلبي، الذوق العام ... وهل تراني أشبه فتاة تخشى الكساد؟

 

تصنعتُ ابتسامة، وأكملتُ

 

 

حبيبتي أمل

 

مثلي لا يغار .. إلا من طبيعة، ومن روحٍ ترتدي الحياء

 

مثلي – فقط – يغار على كتاب عتيق، ومن نص معتّق

 

أغار على قهوة تركية  .. لا تتلون.

 

وقبل أن تغادر مجلسي – من طبعها أن تغادر المجلس إن لم تجد تقديرا كافيا لأنوثتها، تعبيرا لحنقها الشديد -  غاضبة.

 

أمسكتُ معصمها، وصوّبتُ في عينها عيني، وقلتُ:-

 

 

 أغار منك وعليك

 

 أغار منك لقدرتك على احتوائك رجلٌ مثلي وأغار عليك من ذلك  الهدوء الذي تحتوي به عصياني العاطفي. تنهدت، وابتسمتْ،  فارتمتْ في حضني؛ حتى أورثتني حبها للأبد.

 

 

أما الجواب لسؤالك المبطن - في السؤال: لماذا لا أغار؟! – ما الذي  يثير مراكز الغيرة فيّ شخصيا؟

 

 أنا رجلٌ لا يقاوم مشاهِد أحضان وعناق دافئ صادق بين الأحبة، أو رؤية أسراب من الطيور تحلق غدوا ورواحا، وسماء ذات غيومٍ خفيفة شفافة لا تواري زرقتها،  جبالٍ ترتدي الخضرة ربيعا.

 

فأنا رجلٌ لا يقاوم رؤية فتاة متناسقة القوام، أو مصادفة نص أدبيّ  بديع ...

 

------

 

وهناك روائح (مفضلة) لا تقاومه روحي:-

 

∆ رائحة الكتب في المكتبة، وتناسقها تنظيما وترتيبا

 

∆ رائحة قهوة إثيوبية على النار تغلى، وعطر شانيل النسائيّ، وليكزس.

 

∆ رائحة طينٍ تخترق مساماته قطرات المطر، وورد ربيعي عانقته الندى ليلا، وفي الصباح لامسته الشمس حنينا.

 

حبيبتي أمل:

 

الجمال هو فن التناسق، والاختيار. فأنا للجمال عاشق أينما وَجدْته، مادام  طبيعيّ خالٍ من الحافظات الكيماوية.

 

يتبع .. في المقال القادم  -إن شاء الله - سأجادل في نوع مهمٌ من الغيرة: المعاصرة

 

 

الكاتب والقاص حمد موسي