(1)

 

كَتب في حب الوطن قصيدة، وفي الشطر الأخير من البيت .. توقف!! 

خاف... فمحى أحرف الوطن عن القصيدة، بَعد حولٍ كامل، حُوكِم في مغازلة ابنة الراعي، وأُعدِمْ.

انتهت

(2)

أحبها، فأحبته، وتعلقتْ روحها فيه، وفي يومٍ جاءها عريسا؛ طارقا أبواب قلبها وطالبا وصلها للأبد - مهيبٌ ووسيم، ذو نسب ومال - فأخواتها  عارضن فكرة زواجها، وهي أصغرهن عمرا وأوفرهن حظا في الجمال والعلم ... أقنعوها بأنها تستحق من هو أفضل منه،، وأنها .... فأغراها ما قالوا في حسنها من ثناء... ردت حبيبها.

 تعيش اليوم وحيدة وكئيبة، وفي صدرها آلام لا تهدأ. تزوج أبوها ثانيةً بعد وفاة الأم؛ أما أختيها لا يجدن فراغا ليطمئنوا عليها - يعشن في هناء وسعادة مع أزواجهن - وكلما اتصلتْ،  يتلُون إلى سمعها أُحْجية: «الأولاد لا يتركونا لنا الوقت! يملؤون دنيانا وأوقاتنا ... إن الأولاد كذا وكدا ..» ترجع إلى وسادتها باكية.

انتهت

(3)

وقع نظره في عينيها ... ابتسم، وجاملته بابتسامة ...

توجه صوبها مسرعا؛ مادّا يده.. صفعته.

انتهت

(4)

وجد نفسه في صحراء ممدودة مدّ البصر - لا نبتٌ، ولا حجر - سمع صوتا آتٍ من بعيد «يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم» .. وفجأة يجد نفسه بين جموع غفيرة .. يمرون به سراعا، كأنهم لا يرونه وك حُمرٍ استنفرتْ. تراء له من ورائهم نار ملتهبة تموج كالبحر ...، أصيب بالهلع وقال فزعا: «إنها القارعة» وناجى الله سائلا ساعة ليصليَ ركعة ...»ساعة حتى أصلي ركعة»، «ساعة ...»

  استيقظ لاهثا خائفا.  تحسس يمينه، شماله ... فاستعاد بعضاً من توازنه بصوت تكاّت الساعة السابعة صباحا. أسرع خطواته متوجها إلى الحمام، تعطر ... فخرج هرولة حتى لا يتأخر عن  العمل!

  انتهت

  4)

كان  يلف معصمه بسوار من ذهب، مختومٍ بشعار الوطن... ويتوشح العلم في مناسبة وغيرها، وحرص دائما في أن يُظهر/يبدي حبه العظيم  لعامريته، دؤوبٌ في مداومة الحفلات المقامة في شرف الوطن ...يعادي ويقاطع كل مَن يتخلّف عن تلك المناسبات الغنائية، الوطنية ..

من أول نداء للدفاع عن شرف الوطن، يغادر أرض الوطن بأول طائرة؛ حاملا حقائبه السوداء التي تثقله حملاً، نظير الولاء .

انتهت

(6)

 صرختْ؛! فأحدثتْ دوي الانفجار ... لم يُعِرها مواطنٌ سمعه، أو بصره، فصرختْ ثانية وثالثة ...فبح صوتُها.

استسلمتْ، فخضعت ... وُسمتْ بالعار، واتهموها بممارسة الرذيلة نهارا. 

انتهت

الكاتب والقاص  حمد موسي