منذ يومين تقريبا ودَّعنا عام 2021، واستقبلنا عام 2022، باحتفالات بهيجة كادت تعم أرجاء البلاد، لعل شأننا في ذلك شأن العالم بأسره.. 

كالعادة تبادل الأهالي والأحباب رسائل التهاني والتبريكات، متمنين أن يكون عاماً حافلاً يتمكن فيه الجميع من الوصول إلى الغايات المنشودة.. 

لقد تابعنا كذلك عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية الناطقة بمختلف اللغات برامج حوارية وأمسيات ثقافية وغنائية احتفاء بقدوم العام الجديد.. وبدا أن الجميع يترقب بفارغ الصبر وصول ضيف عزيز طال انتظاره. 

الغالبية العظمى من البشر في شتى أصقاع العالم انغمست -عن دراية- في تلك الفعاليات والمناسبات البهيجة، بل إن الكثيرين منهم قطعوا في ليلة رأس السنة الجديدة صلتهم بالفراش الوثير والوسادة المريحة، إذ قرروا عدم تفويت فرحة استقبال العام الجديد... ولم يفقوا من ذلك إلا مع بزوغ فجر أول أيام سنة 2022. 

وسط هذه الأمواج المتلاطمة المرفقة بالأحداث المتلاحقة -إذا صح التعبير- ربما لم يجد السواد الأعظم منا لحظات معدودة من التوقف ولو لبرهة مع نفسه ليتساءل ماذا يعني لنا العام الجديد؟! بل لم تتزاحم على أدمغتنا تلك الأسئلة الملحة المتعلقة باستعراض حصاد السنة المنصرمة والمؤمَّل من الجديد، كما تطالعنا الصحف المسموعة والمرئية والمقروءة. 

وسواء تعلق الأمر بالجانب الديني أو الدنيوي فإن الإجابة على هذه الأسئلة يبدو ف نظري أمرا لا مفر منه على مستوى الأفراد أو الأسر أو المجتمعات أو حتى الدول. 

إن العام الجديد يعني لنا –في نظري- قبل كل شيءٍ هبة من الله تعالى تستوجب الشكر للمولى الذي أمد في عمرنا ويغمرنا بمزيد النعم رغم ما يبدر من جانبنا من التقصير والإهمال في الكثير من الواجبات الشرعية التي قد لا تكلفنا الكثير من الوقت. 

من هذا الجانب يشكِّل العام الجديد فرصة لا تفوَّت لتجديد العهد مع الخالق، والإنابة إليه والالتزام بما شرع قد المستطاع فذلك أقل ما يستدعيه شكر النعمة، كما أننا لا ينبغي أن نغفل عن نصيبنا من الدنيا. 

 يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله، في إيجاز غاية في الروعة عن الوقت وأهميته.. يابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك. 

إن العام 2021 انقضى بكلّ أفراحه وأحزانه، وانطوت صفحاته معلنةً بدايةَ عامٍ 2022؛ فلنبدأه بالحب، والتسامح، ولنحاول التخلص من أي شيء، لا يستحق الانتقال معنا للعام الجديد. 

ختاماً.. العام الجديد كما يقال فرصة رائعة كي نقلب صفحات الأيام الحزينة، ونبدأ معًا بداية مليئة بالحماسة والخير والأمل وحب الحياة، كلّ عام وسنواتكم أجمل وأكثر روعة... .... وكل عام وأنتم بألف خير...وهلًا وسهلًا بالعام الجديد.