الاحتفالات والمهرجانات المختلفة المخصصة لاستقبال العام الجديد 2022، لم تدم سوى لليلة رأس السنة، على خلاف التحضيرات والاستعدادات التي امتدت لأسابيع إن لم تكن أشهر... فقد انهمك كل فرد من المجتمع بعد تلك الليلة في تسيير أموره، وتفرغ لشأنه الخاص.. 

الطلاب عادوا إلى مقاعد الدراسة، والموظفون في القطاعين العام والخاص استأنفوا أنشطتهم، وكذلك الباعة المتجولون والمعتمدون على الأجر اليومي عادوا لممارسة أعمالهم.. إلخ. 

مظاهر الاحتفال بالعام الجديد الذي أهلَّ علينا منذ أيام قلائل فقط، لم تتراجع بصورة تدريجية، لكنها اختفت كليا وفي فترة وجيزة للغاية، اللهم إلا التواريخ المدونة على الوثائق والمستندات...حتى رسائل التهاني التي أقضت مضاجعنا ليلة رأس السنة الميلادية، والفاتح من يناير الجاري، لم يعد لها أثر.. بل عمد الكثيرون منا إلى إزالتها من المحمول دون التمعن في مضامينها.. فهي في نهاية المطاف تكاد -رغم كثرتها- تكون صورة طبق الأصل... وإن تباينت مفرداتها واختلفت في التراكيب قليلا. 

وهكذا... انخرطت الغالبية العظمى من السكان مجددا في الحياة العملية من جديد.. ناسين أو متناسين أنهم يقفون على مفترق عامين.. انقضى الأول منهما، وأقبل الآخر بما يحمل في طياته من أحداث ووقائع.. أفراحا كانت أم أتراحاً...وإن كان المؤمَّل أن يكون حافلا بالمسرات والإنجازات.. 

إن الوقت –عزيزي القارئ- لم يفت بعد لتدارك الأمر وتصحيح المسار، من أجل الاستغلال الأمثل لهذه النعمة الإلهية « العام الجديد» فما هو مطلوب –في نظري- لا يتعدى سوى تخصيص جزء يسير من الوقت لتحديد الأولويات ووضع خطة عمل مرنة تتضمن أهم الأنشطة والأهداف الواضحة والواقعية المُراد تحقيقها خلال هذه السنة.. ومن ثُم الالتزام بتنفيذ هذه الخطة.... ما لم .. لن يختلف العام الحالي عن السابق كثيرا .. وسنظل دوما ندور في حلقة مفرغة.. لا يُرجى من ورائها الشيء الكثير.  

 

بقلم/ 

محمد عبد الله عمر