ذاتَ يومٍ

كُلُّ أَبوابِ تِلكَ الشِّعابِ

وتِلكَ القُرى

أُغلِقَت.

كانت الأَرضُ بَوصلةً نحو أَرضٍ يُجاوِرُنا قَلبُها.

ذَهَبنا إِليها نَزفّ الخُطى

عائِذين مِن الشَّرِّ

نحو التي أَشرَعَت صَدرَها

لِتُوَاري أَسىً عامِراً في البِلاد.

كان فيها رَئِيسٌ وشَعبٌ وسَيّدةٌ.

آنَسَتنا شَوَاطِئُها

حَمَلَتنا إِليها المَرَاكبُ خَوفاً مِن الموت.

أَعطَت جِراحاتِنا قُبلةً

ويَداً مِن حَرِير.

أَتَدرُون يا أَيّها الجَمعُ

أَنّ التي آنَسَتنا (جيبوتي).

وأَنّ التي أَغلَقَت كُلَّ أَبوابِها

!كُلُّ تِلك الدُّنى

سَنكبرُ حَتماً

وتَكبرُ في قَلبِنا وَردةٌ وأَرِيجٌ لهذي البَلاد.

سَنَكتبُ في كُتُبٍ

أَنّ فيها صباحاً لنا..

أَنّنا سوف نَأتي إِليها غَداً

بِمَشاتِل حِنَّا وعُود

ورَائِحةٍ لِلبُخور.

سوف نَأتِي نُقَبّل وَجهَ المدينة

وأَبناءَها، قائِلِين:

أَتَيناك بِالأَمسِ نَشكُو

فَكُنتِ لنا جَارةً طَيّبة

وكُنتِ لنا كُلَّ هذا الصَّباح.

سوف يَأتي زَمانٌ

نُعَلِّمُ أَبناءَنا أَنّ كُلَّ الشِّعابِ

وكُلَّ القُرى

أَغلَقَت بابَها دُوننا

بَقِيَت في الخريطةِ أَرضٌ

كان فيها رئيسٌ وشعبٌ وسيدةٌ

آنَسَتنا شَواطِئُها ذاتَ حِين.

 

عماد زيد