إن التعريف اللغوي لوقت الفراغ هو قدر معين من الزمن ولقد أجمعت الكثير من المعاجم. واتفق الكثير من العلماء على أن هذه الكلمة تعني الخلو من الشغل وهو الوقت الذي لا يرتبط فيها الإنسان بأي ارتباطات وأي أعمال أو أي نشاط يختلف مع وقت العمل.

لذا أنصح نفسي وإياك أخي القارئ أن تتذكر أن كل لحظة تمر بنا لا يمكن لها أن تعود مرة أخرى، وأن تتذكر أيضاً أن عمر الإنسان يحاسب بالدقائق والثواني التي تمر عليه من دون أن يستفيد منها بأي شكل.

وأنه يوجد العديد من الأشخاص الذين يتمنون أن يعود بهم العمر مرة أخرى إلى الماضي، حتى يغيروا أشياء أو يفعلوا أشياء ما فعلوها ولكن هذا الأمر من المستحيل أن يحدث.

وعليك أن تتذكر أيضاً أن الله تبارك وتعالى سوف يعاقبنا على كل اللحظات التي مرت علينا والتي لم نستفد منها، ولم نستغلها بشكل جيد ينفعنا وينفع من حولنا ويرضي الله عزَّ وجلْ.

وعلينا أن نتذكر أيضاً أننا إذا قمنا باستغلال الثواني التي تمر علينا، فيمكننا أن ننتج من خلالها شيء يفيد كل من هم حولنا إلى نهاية الدهر، ويجب علينا أن نتذكر أيضاً أن حسن استغلال وقتنا وتنظيمه بشكل جيد من أهم أسباب النجاح.

لهذا السبب فإنه واجب على كل شخص أن يستغل وقت فراغه ويستثمره في شيء مفيد، شيء يمكن من خلاله أن ينفع الشخص وينفع المجتمع،

إن وقت الفراغ هو نعمة كبيرة على كل مسلم يجب عليه أن يستغلها بشكل جيد ويرضي الله.

ولقد أعلى الإسلام شأن هذه النعمة ويجب أن تقوم بتقديرها واستثمارها، ولهذا السبب فإن الإسلام ينهانا عن إهدار الوقت الفراغ وهي عدم استغلاله بشكل جيد.

فقد جاء في الحديث النبوي عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. وهاتان النعمتان يتوفران للكثير من الشباب الذي لا يشعر بهم ويهدر وقته ويستغله أتفه استغلال

و إن معرفة أهمية الوقت وحده ليست كفاية حتى يتمكن الشخص من استغلال وقته بشكل جيد. ولكن يجب عليه أن يعرف كيف يقوم بتنظيم وقته بشكل جيد وترتيبه.

وإن تنظيم الوقت من أكثر الأمور التي تجعلنا في أعلى المراتب، لهذا السبب فإنه واجب على كل فرد أن يقوم بتنظيم وقته بشكل جيد حتى يعرف قيمة هذا الوقت، ويتمكن من عمل الشيء الذي يرغب به والوقت من أهم وأولى الأشياء التي يجب عليه أن يقوم بتنظيمها.

وبالرغم من مدى أهمية الوقت فإننا نهمل استخدامه بشكل جيد وكفاءة عالية. ولا يمكن لأي شخص تعويض الوقت الذي يمر من عمره، إن كل لحظة تمر في حياة الإنسان لا يمكن استرجاعها لهذا فإن كل ثانية من حياة الإنسان مهمة ويجب عليه أن يستغلها بشكل جيد.

 

بقلم/ 

خضر علمي جبريل