إنّ التنظير في موضوع الحب ليس سهلا، فهو شائك ومعقد، لارتباطه بالإنسان، وكل تنظير في مواضيع إنسانية لا يخلو من تحيزات فكرية وعقدية للكاتب. وخاصة لشخص مثلي، يُعد ورطةٌ، فيصبح مشكلة ذاتيّة .. كبرياء العقل تأبى إطاعة القلب.ولأن خليطٌ من المشاعر،  مشاعر السعادة والحزن، ويمتزج فيه الخيال العاطفي الطوباويّ بما هو حقيقي، يحدث تضاد بينهما. فيُوجِد هذا التعارض التردد.. خوف من أن تهب الحياة للآخر وتذويبها حتى تصير كلّك كله أو أنْ تُبقي مسافة ... حالة من عدم اليقين العاطفي.

في الحب إما أن تكتب قصة عِشرة خالدة؛ أو أن تخلق جراحا لا تندمل.

------

هنا لا أسعى إلى اثبات قول، أو رفض آخر، بل أطرح تساؤلا توارد إلى عقلي وأنا أستمع إلى كلمات أغنية، وأحدثت تلك الكلمات فجوة  فغزتْ إلى قلبي  أبيات قصيدة، لا أعلم ما الذي يربطهما.

---

هل أحببتَ شخصا إلى درجة أن تطلبه وتفدي بنعيم الدنيا لأجله؟

هذا ما فعله Amanda في أغنيته:

Tet yot caba

Yo meklitaa 

Tet yot caba addonya sinnih raqsitaa

tet geek an›adonyaa maqaanek raqa.

 

وهذا لا يمكن أن يحدث إلا في حالة التماهي وهي حالةٌ  تتمثل فيها النعمة والوجود/الكينوني في ذات الآخر،  .. وهل يحدث هذا التماثل حقا؟

_____

وفي معنى آخر لتماهي الحب  الوجوديّ يقول «محمود درويش»:

إنٍّي ولدت لكي أحبك ..

فرساً تُرقِّصُ غابةً ، وتشق في المرجان غيابك

ووُلدت سيدةً لسيدها ، فخذني كي أصبك

خمراً نهائياً لأشفي منك فيك ، وهات قلبك

إنّي ولدت لكي أحبك ...

____

 لا يصل الإنسان هذه الحالة في الحب إلا عبر الثقة والتفاهم،  ونتيجة طبيعية لصحة العلاقة بين المحبوبين، بحيث ينصهران خلقا وروحا وكما تذوب الفوارق والاختلاف لصالح العِشرة التكاملية.

بقلم الكاتب والقاص حمد موسي