يعد معهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية الذي افتتح قريباً في جيبوتي واحداً من 525 معهداً حول العالم يقدمون اللغة الصينية وثقافتها للعالم، وهذا الإقبال المتزايد من العالم على تعلم اللغة الصينية يبرره قوة الصين الاقتصادية، ومكانتها العظيمة، وتاريخها العريق؛ وقد أدركت حكومة جيبوتي منذ وقت مبكر تلك الأهمية للصين ولغتها وثقافتها فوطدت علاقتها بها على كافة الأصعدة، وما افتتاح معهد كونفوشيوس التابع للمؤسسة الصينية الدولية للتعليم وجامعة سيتشوان للمعلمين إلا نتيجة طبيعية لتلك العلاقة الكبيرة بين الحكومتين الصديقتين.

وقد قمت بزيارة خاطفة إلى مقر معهد كونفوشيوس الكائن قرب حي أرحبا، وخلف المدرسة الثانوية الصناعية والتجارية بعد افتتاحه فرأيت معهداً أسس وفق أفضل معايير الجودة لمعاهد تعليم اللغات، وزود بمكتبة ثقافية يطلع عليها رواد المعهد، وأساتذته من أبناء اللغة الصينية، والفصول مجهزة بمختلف الوسائل التعليمية والأدوات؛ لتوصيل مهارات اللغة الصينية للطلاب، وتلك الجودة المتبعة من المعهد في تعليم اللغة هي السبب في الإقبال الكبير الملحوظ منذ افتتاحه حيث سجل فيه أكثر من 600 طالب معظمهم من طلاب المدارس الثانوية والجامعات والتجار.

في رأيي أن معهد كونفوشيوس سيشكل إضافة مهمة في العلاقات الجيبوتية الصينية، وسيكون لبنة مهمة لتعميق التواصل الثقافي والتعاون المعرفي بين البلدين، كما سيفتح فرصاً تعليمية أمام الطلاب الجيبوتيين؛ لمواصلة تعليمهم في الجامعات الصينية عند إجادة اللغة الصينية، ويفتح فرصاً تجارية أمام التجار الجيبوتيين لتطوير مهاراتهم التجارية عن طريق التواصل مع التجار الصينيين، دون مترجمين أو وسطاء عند زياراتهم التجارية إلى الصين، ومن الفرص التي يتيحها المعهد إتاحة فرص الاطلاع على الثقافة والتراث الصيني، لعشاق الثقافات والتراث والتاريخ العالمي من أبناء جيبوتي.

 

كاتب وباحث في البلاغة والنقد محمد شاكر عرب