سيظل 10 سبتمبر 2023 محفورا في تاريخ جيبوتي كيوم شهدت فيه البلاد خطوة عملاقة نحو مستقبل طاقوي مستدام. مع افتتاح مزرعة الرياح في جيبوتي، وضع رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله أسسًا لتحول رئيسي. جيبوتي ملتزمة بقوة بأن تصبح أول دولة في القارة السمراء تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة.
هذا المشروع الثوري، الذي تبلغ قيمته 122 مليون دولار، ليس مجرد خطوة هامة بالنسبة لجيبوتي فقط، بل هو نموذج للدول الأخرى أيضًا. من خلال إنشاء أول منتج للكهرباء مستقل في البلاد (IPP)، تفتح ريد سي باور Red Sea Power الباب أمام الاستثمارات الخاصة في قطاع الطاقة، وبالتالي تعزز من التصنيع وخلق الوظائف والاستقرار الاقتصادي.
المزرعة الرياحية بقدرة 60 ميجاوات، والموجودة بالقرب من بحيرة جوبيت، لا تقدم فقط طاقة نظيفة، بل تساهم أيضًا بشكل كبير في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن طريق تجنب إطلاق 252,500 طن من الانبعاثات السنوية. وهذا يتناسب تمامًا مع خطة جيبوتي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2035.
علاوة على ذلك، يمكن لهذا المشروع أن يوفر الكهرباء لـ38% من السكان الذين لا يصلون حاليًا إلى الكهرباء. إنها خطوة هامة نحو تحسين رفاهية المواطنين وتطوير الإنسان.
اتفاق شراء الكهرباء على المدى الطويل مع مؤسسة الكهرباء في جيبوتي، بدعم من ضمانات حكومية وتغطية مخاطر السياسة من البنك الدولي، يضمن استقرار المشروع ماليًا.
يمتد تأثير ريد سي باور Red Sea Power إلى ما بعد مجال الطاقة. إنه يعزز من الموقع الاستراتيجي لجيبوتي كمرفأ ومركز لوجستي بارز في أفريقيا. إنه مثال عملي على كيفية تواجد التنمية المستدامة يمكن أن يتوازى مع النمو الاقتصادي.
يستحق تحالف المستثمرين الدوليين، كل التقدير لالتزامهم تجاه جيبوتي. رؤيتهم واستثمارهم في هذا المشروع ذي الحجم الكبير تظهر كيف يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الأهداف الوطنية.
في النهاية، يجسد مشروع ريد سي باور Red Sea Power اقتصاد المستقبل، حيث تتداخل التنمية البشرية والتنمية المستدامة والترتيب المالي ليفتح الباب أمام مستقبل أفضل. جيبوتي تمتلك الآن مكانة رائدة في مجال الطاقة المتجددة في أفريقيا، مما يظهر للعالم أن الطموح يمكن أن يحول التحديات إلى فرص.