يُعدّ يوم 27 يونيو من كل عام مناسبة وطنية عظيمة في جمهورية جيبوتي، إذ يُحتفل فيه بيوم الاستقلال الوطني، الذي يمثل نقطة تحول تاريخية في مسيرة البلاد، ففي هذا اليوم من عام 1977م، نالت جيبوتي استقلالها عن الاستعمار الفرنسي بعد سنوات طويلة من النضال والكفاح والمطالبة بالحرية والسيادة الوطنية. تاريخ جيبوتي حافل بالأحداث والوقائع التي أسهمت في تكوين هوية الشعب الجيبوتي وصياغة مسيرته الوطنية، تقع جيبوتي في منطقة إستراتيجية على القرن الإفريقي، مما جعلها مطمعًا للقوى الاستعمارية، ورغم الصعوبات والتحديات، استطاع الشعب الجيبوتي بتماسكه وإرادته القوية تحقيق هدفه الأسمى بالاستقلال مع تنوعه العرقي والثقافي. كانت البداية مع تصاعد الحركات التحررية في خمسينيات القرن الماضي، حيث بدأت تظهر أصوات وطنية تطالب بالاستقلال وإنهاء الحكم الاستعماري، قاد هذه الحركات رجال ونساء آمنوا بحقهم في الحرية والكرامة، وتكللت هذه الجهود في النهاية باستفتاء شعبي أُجري في 8 مايو 1977، حيث صوت غالبية الشعب لصالح الاستقلال. منذ الاستقلال، شهدت جيبوتي تطورات كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فاقتصاديًا، أصبحت جيبوتي مركزًا تجاريًا هامًا بفضل موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر، واستقطبت الاستثمارات الأجنبية ونجحت في تطوير مينائها ليصبح من أهم الموانئ في المنطقة، وعملت الحكومات المتعاقبة على بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها، وتحقيق الاستقرار والتنمية، كما سعت جيبوتي إلى تعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية، ما أكسبها مكانة مهمة في منطقة القرن الإفريقي وعلى الساحة العالمية. يُعتبر يوم الاستقلال في جيبوتي مناسبة للاحتفال والفخر بالإنجازات التي حققتها البلاد منذ الاستقلال، يُقام في هذا اليوم العديد من الفعاليات والاحتفالات التي تشمل العروض العسكرية، والمهرجانات الثقافية، والخطب الرسمية التي تستعرض مسيرة البلاد والتحديات التي تواجهها لربط الماضي التليد بالحاضر لتتضح آفاق ومعالم المستقبل. يمثل يوم الاستقلال فرصة للتأكيد على الوحدة الوطنية وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن والوطنية، كما يعد تذكيرًا للأجيال الجديدة بتضحيات الآباء والأجداد في سبيل نيل الحرية وتحقيق السيادة، إن الاحتفال بهذا اليوم يعكس مدى الارتباط العميق للشعب الجيبوتي بتاريخ بلاده ورغبته في بناء مستقبل مشرق يتسع للجميع. في الختام، يبقى يوم الاستقلال في جيبوتي رمزًا للفخر والعزة، ودعوة دائمة لمواصلة العمل من أجل تحقيق المزيد من التقدم والازدهار، يمثل هذا اليوم تجسيدًا لقوة الإرادة والصمود، ويعكس قصة نجاح أمة تحدت الصعاب وحققت حريتها واستقلالها. بقلم : أحمد محمد علي