الحب يا أملي أن أصادف فتاة جميلة تفوقك حسنا وجمالا؛ وأضع صورك معيارا للحكم على جمالها، وأن أقيس جمالها إلى جمالك أنت، وليس جمالك إلى جمالها. الحب يا أملي أن تكوني أنت ترمو- جمال يخضع لسلطانه كل الجمال. إنه زير النساء، يكمن الشر في ابتسامته، يصطاد وكأنه أسـد جائع، لا يراعي المشاعر، ولم يتصل قلبه بالحب ولن يتصل.. قيل وسيقال الكثير، لأن كلٌ الأحكام ضده صادقة حسب منظور كل قاضٍ منهم، ولكن ظلّتْ الحقيقة في صمتـه وقبولـه للأحكام. كانت الحقيقة تصاحب خياله وحبره، يلون حياته بألوان الزيت والماء، لم يخف لحظة ولم يشكـ في ما هيته، خطى كل خطوة إليها بصمت واثق.. وفي غياب الأدلة القاطعة، الجازمة ضده، أصدر حكما قاطعاً، لا يقبل الطعن؛ فأعلن عقـد قرانه بـرفيقة عمره وصديقتـه، وحبيبته أمـل.. مازال القُضاة عاجزين، رجال حكموا عليه وحاكموه على أنه مفسد اجتماعي وزير نساء من درجة اللاّ الإنسانــية. ____ الحب صناعتك الخاصة؛ موادها الخام مـن: الخلق، الاحترام وصدق المشاعر.. صون المحب في غيابه، ذكراً وعاطفـة. مَن لم يصن ذكر الحبيب، لا يؤتمن على الحب، وكما لا يستحق أن يصبح زوجا؛ لأنه لن يصون العشرة ويحفظ سـر الزوجية. الحب أن تخلق قالبا خاصا لحياتك من الحبيب، قالبا لا يخضع لسلطان قوالب مجهزة مسبقاً. تكمن سعادة المحبين، في كيفية تعاطيهم مع العقبات والعثرات اليومية والحياتية، حتى يشكـلوا منطقة تفاهم تتسرب إليها المعضلات المجتمعية.. فتتحلل، ثم تُغربل. وهنا يتم إعادة ضبط وتهيئة قبل أن تتسرب إلى حياتهم ---- هناك أصدقاء لم يسعفهم الوقت للتوثيق، تحملوا عبء التنظيم والاعداد، فغابوا... ولكن حضروا تنظيما وإعدادا.، لهم مني كل الحب والتقدير. امتنان... حين عجز الشكر تجاوزتُ الكثير من المحـن ومصائب الحياة، بوجود أصدقاء لا يترددون في تقديم أجمل ما في الإنسان، معادن لا تصدأ بمرور الزمن، ولم يتأثروا بعوامل التعرية المادية والنفسيـة، زادتهم الأيام جمالاً: على المستوى النفسيّ، والأخلاقيّ.. لم أجد نفسي عاجزة أمامهم، وإنما أجدني قوياّ صلباً، متين الروح، حيث تبادلتُ ما هو ماديّ بالخدمي، وما كان بطابع خدمي صرفته إلى ما هو دعم نفسي، لذا كنت أجد كل شيء له مقابل على ميزان الصداقة والأخوة وإن اختلفت أوجه المقايضـة، إلاّ ... أجدني اليوم أعجز عن مقايضة خدمات صديق، فاق كل توقعات عقلي الخدميّ، فأعجزني لدرجـة أن أقيم خدمة من خدماته، بل إلى حد أمي وجميع الأسرة يذكرونه ويكيلون كل المديح لـه - رغم ظروف عمله، وجدوله اليومي المكتظ بالمهام على الصعيد الوظيفي والأسري- وقف وقفة لا يمكنني أن أرد، بل وقف وقوفا أخجل من أقول له: شكرا جميلا. منذ الخطوبة إلى العقد والحفل وإلى لحظة قبل كتابة هذه الأسطر الخجولة، موجود وجود الروح في الجسد والتوأم في الأرحام، ما أحسه من العجز أمام هذا الأخ والصديق منبعه، خدميّ بالدرجة الأولى وإن كان للجانب المادي فيه أفضال. قد يظن الإنسان أنّ أفضال المادة مقدم على الخدمي، ولكن الخدمي عندي مقدمٌ، حيث أنه ليس مجرد مساهمة لا يحس أثره إلا في لحظة ما، وإنما جهدٌ وعرقٌ ووقت؛ فنصيحة ودعم نفسيّ- يكون الإنسان بأمس الحاجة إليه- وعاطفة صادقة وحب أخويّ يأخذ شكـل لوجستيّات.. الخدمي روحي ونفسي يستقر في القلب، أكثر مما هو مادة تقدم كواجب والتزام أخلاقي. شكرا جميلا لكل الأصدقاء والأخـوة شكرا لا يرد جميلا، لكنه واجب أخلاقي.. شكر لا يعوض، لكنه شكر امتنان وتقدير إلا أنت يا صديقي:سيظل كل شيء مخدر تحت خدماتكم مدى الحياة، وكيف لا! حتى أهلي تحت تأثير ما قدمتم .. امتنانهم يفوق امتناني بمراحل ودرجات. ____ بحثتُ لـه صورة، ولم أجد فتذكرتُ أنه لم يجد وقتاً ليقص شعره ويرتب هندامه ... فلجأت إلى استديو الجوال، وأدهشني بأنه موجود في أهم محطات حياتي في الشدة قبل الرخاء، بل وجدته سافر معي ومع أهل في الأفراح والأحزان إلى أقصى شمال الوطن .. إن كانت هناكـ ديون لا ترد فأكيد ديون خدماته قرضٌ أبدي لمدى الحياة. حمد موسى