يسعى الإنسان منذ ولادته إلى ساعة السكرات إلى إثبات وجوده، وتتباين الطرق والأساليب، هناك من يفضل الصراع والمواجهات العنيفة، وآخر يسلك سبل المعرفة وتقريب أوجه التكامل لا الاختلاف، وثالثٌ، ضد الكل وضد نفسه، يتخذ من مجالس المقاهي والمبارز مقرا؛ فيلوم المجتمع، وبالتالي يعادي كل من يتنفس على هذا الكوكب. لا يكمن الضرر في أن يسعى كل فردٍ منا من أجل ذاته، وذات من حوله من الأهل والأصدقاء، وإنما المشكلة في السعي مع رغبـة الاضرار بالغير، أو السعي من أجل أن نفسد بالآخرين مصالحهم. سعادتك ورضاك عن نفسكً فيما تنجزها بجهد، لا هي في إبطال جهود الآخر.. كلما رضيت بجهدك أتتك السعادة تطلب ودك وتخطب نفسك. أن نعقد النيـة في مكسبٍ جمعي أكثر منفعة لذاتنا أولا، من نيّـة نعقدها بقصد نجاح فردي ... لأن هذا التفكير يزيل فكرة اسقاط الآخر أو على الأقل يُسقط الغيرية الضارة، وهو ما يُبقى من المحبة ما يحي الأنفس. لا تتأخر أحلامنا إلا لنبذل المزيد ونتعلم أكثر .. وبعضها يتحقق لنا أسرع مما نظن... فـتجري أقدارنا وتبطأ وفقاً لقدراتنا العقلية والنفسية ثم الجسدية، لكي لا يتحول النعيم إلى نقمة. في الحزن نعيـم لا نستوعبه في آنه، أغلب أحزاننا من ظنوننا في الغير، نتوقع منهم ونظن فيهم فوق ما تحتمل طاقاتهم العقلية والنفسية، وبعض من تعاستنا نتيجـة نظرتنا إلى الذات عبرهم، أي أننا نخلق جسراً من آراء الناس فينا وحولنا، فنتعثر بتغير نظرتهم إلينا، مما يُحدث شرخا بين ذاتٍ قادرة على الانجاز وذات نتسلل ونسرق الخطوات إلى كنهها عبر الآخرين. الذوات: - ذات مع المجتمع: لا ترضى بأي انجاز لها إلاّ إذا أثنى عليها فلان وعلان. - ذاتٌ مقموعة من الأغلبية، مسحوقة من الأكثرية، لكنها متفوقة في انجازاتها، وتمتلكـ قدرة هائلة في تقييم نجاحها وضعفها حسب ما يمنحها القدر من طاقة، لتحقيق جزءً من أحلامها. فترضى إن أنجزتْ أقل أو أكثر مما ظنت وتوقعتْ. تختلف الذوات من ذات إلى أخرى، وذلك بحسب نزوعها إلى الحرية، ويمكن أن نظلها تحت ذاتين:- الأولى: تحررية الثانية: طفيليـة إلحاقيـة إن الذات التحررية تنزع إلى التعلم واكتساب المعرفة، دائما تسعى لإنتاج ثقافة إنسانية تهدم الثقافات الدونية والإنسان المنتج للثقافة، لا يبدع أو ينتج لنفسه، وإنما يهدف إلى إيجاد ثقافة وطنية وقوميـة. وبالوجه الآخر من الذات، ثقافة تابعة، أي لا تبرز إلا من خلال ثقافة غالبة، تحضر بحضور الأخر عبره، عاكسة كالمرآة صورة الغير، يتوقف دورها في الاستهلاك، وهي طفليـة في غرائزها. بقلم الكاتب والقاص / حمد موسي