بعض البشر يرتدون الإنسانية والطيبة، ليواروا سوءاتهم الخفية، ويتسترون خلف ابتسامات بيضاء، لا تستقر بها حقيقة مشاعرهم..

 وهناك بشرٌ، يذهلونك ويصيبونكـ في دهشة تستقر للأبد في نفسك وقلبك، وهم الذين تصنعهم مواقفهم، تجدهم جنبك ومعكـ دون مقابل، يسندونك كلما ضاقت بك نفسك أو تاهت بك الحياة.

تصنعهم المواقف، يتعلقون بالقلب بما يقدمونه للآخر، وشعارهم: «كلنا من أجل بعضٍ، نكتمل ببعض».

 ------ القصـة الأولى: الإرادة أمّنها على قلبه، أفشى لها سر ثروته وعن حرفة أبيه ... تمكّنتْ... غدرت فيه غدر صهيون... فرماها بعصى سنوار.

---- القصة الثانية: زواج غير شرعـيّ نشأ وترعرع في حضنها.. مذ وطأت قدماه ترابها، تعلق بها، فأعطته كل جوارحها... لم تبخل في حبها.

.. وفي لحظة الفُتوّةْ الغرامية عقد عليها، من يومها لم يسرها أمرٌ.. ضمر جسدها ونحل ومنذ أن أحل وطأها شرعا.

 زاد جسمه وتدلى كرشِـه، لم تهنأ ليلة.. نمى خوفه وبطشه عليها.. وبعد، ٢٧ يوما وعشرون سنة، طلّقها ..

خلعته: وجدتْ أنها في الخمسين من عمرها، ولم يثقل رحمها بجنين وجرح غائر في جبهتها.. تجاعيد؛ كمطبات سُحب الخريف العاقرة. وفي ليلة الـ ٢٨: بات بلا عشـاء.

---- العـشرة في قلبه منها حب لا ينضب ماؤه.. وفي قلبها من الكره ما يحسر المحيط.. تزاوجا، فأنجابا.. عاشا ثلاثون سنة بقلبين متناقضان.

مات! بكتـه حتى ابيضتْ عيناها! الكاتب والقاص/ حمد موسي