لقد بدأت النتائج المأساوية الناجمة من السرعة الجنونية في قيادة السيارات في الطريق السريع الذي يربط العاصمة بإثيوبيا تشكل تهديداً جدياً وتحدياً حقيقاً بعد تسببها في حوادث مروّعة أزهقت العديد من الأرواح وكان آخرى اصطدام حافلة ركاب المتجهة إلى محافظة دخل في ليلة الأربعاء الماضي بشاحنة حاويات إثيوبية المتوقفة على قارعة الطريق ما أسفر عن مصرع خمسة أشخاص من بينهم مفتش في اللغة الإنكليزية بالمدارس الحكومية وطالب في المرحلة الثانوية بالمعهد الإسلامي وجرح العديد من الركاب الآخرين وصفت حالات بعضهم بالحرجة. وأن هذا الحادث يعيد إلى الأذهان بعض الأسئلة التي تطرح نفسها دوماً في مثل حوادث السير هذه؟
لماذا تتكرر حوادث السير دوماً وتسفر عن خسائر بشرية ومادية دون أن تجد المسألة حلولاً ناجعة ؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها؟ هل هي ناجمة عن ضيق الطريق السريع وعدم اتساعه لسيارتان في آن واحد؟ أم أنه يعود إلى انعدام المسؤولية وعدم مراعاة الإجراءات الأمنية الطرقية لسائقي هذه السيارات؟ أم أن السبب الحقيقي يعود إلى إفلات المتسببين في حالات حدوث السير عن العقاب القضائي الصارم ؟
م أن الموضوع له علاقة بافتقار سائقي هذه السيارات لمهارات القيادة المطلوبة في كل الظروف .
وأياً كانت الأسباب الكامنة وراء هذه الحوادث الدامية والمميتة، فإن اعتقادي راسخ على أن غياب المسئولية وعدم مراعاة الإجراءات الأمنية المحددة للسير في الطرقات العامة لدى سائقي هذه السيارات قد تكون السبب الرئيسي في تكرار حوادث السير المروعة هذه فضلاً عن تعاطيهم أثناء القيادة لمواد مفترة أو مخدرة أو الكحول أحياناً والاستماع إلى الأغاني الموسيقية الصاخبة أثناء السير واستمرار السائق في تبادل الأحاديث مع بقية الركاب، والإفراط في السرعة التي لا تضع مجالاً لتفادي أية حواجز طارئة أو عبور جمال مفاجأة على الطريق ما يؤدي إلى وقوع الحوادث الدامية أثناء السير دون القدرة على تجنب الاصطدام أو القيام بالفرملة المفاجئة التي تتسبب في انقلاب السيارة، وإن الجزء الدرامي والمأساوي لهذه الحوادث يكمن في انعدام الإسعافات الأولية للضحايا عند وقوع هذه الحوادث في مناطق نائية وبعيدة مما يسبب فقدان بعض المصابين حياتهم بسبب انعدام الإسعافات الأولية أو تأخرها لبعد المسافة عن العاصمة من خلال النزيف ... قد يعود أيضاً تكرار حوادث السير المميت هذه إلى عدم فرض الغرامة على السرعة الجنونية في الطرقات العامة أوعدم تجهيز الطرقات الرئيسية بالأجهزة المسجلة للسرعة وعدم إخضاع السائقين للتفتيش قبل السماح لهم بالقيام بالرحلة الطويلة إلى دخل والمحافظات فضلاً عن إخضاع سيارتهم للفحص الميكانيكي قبل الشروع بالرحلة.
ولم تختصر هذه الحوادث على الخط السريع فحسب بل تشمل العاصمة أيضاً بحيث تحصل يومياً حوادث مروعة وخصوصاً في وقت الظهيرة(ساعة الكفور ) ويكمن السبب في إنعدام المسئولية والسرعة الجنونية وما يساعد على تزايد حوادث السير في العاصمة كثرة السيارات وازدحام الناس في الشوارع وزد على ذلك السيارات المتوقفة على الطرقات .
وبالنظر إلى فضاحة وضخامة الخسائر البشرية والمادية لهذه الحوادث فالمسئولية تقع على عاتق الجميع وخصوصاً السلطات المختصة "الداخلية وأجهزة الأمن" ونقابات السيارات للنقل العام.
وإن هذه المشكلة حقاً تستدعي من الجهات المسئولة دراسة سبل تضع حداً لها لاتخاذ التدابير اللازمة وإلا سيفاجئ الجميع بفقدان أحبائهم وذويهم في مثل هذه الحوادث المتكررة.
محمد عتبان