في عالم مليء بالتحديات والصراعات، يتجلي البعض كنخبة تمثل مبدأ العطاء دون انتظار مقابل. أولئك الذين يقدمون كل ما لديهم في سبيل الوطن دون طلب كلمة شكر أو تقدير.

 إنهم يعملون بصمت، ويمضون في طريقهم بعزيمة لا تلين، تاركين بصمات واضحة على مجتمعاتهم وأوطانهم.

هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يتحدون كل صعوبة، ويثبتون أن العمل الوطني لا يقاس بحجم المكافآت التي يتلقونها، بل بالجهود التي يبذلونها.

العمل الوطني يتطلب منا الإيمان العميق بمبدأ التضحية والوفاء لوطننا، بعيدًا عن البحث عن الأضواء أو الطموحات الشخصية. أولئك الذين يعملون بصمت بعيدا عن الاضواء هم الذين يبنون الأوطان، فهم لا يتوقفون عند التقدير الشخصي بل يرون أن التغيير الذي يحدث في مجتمعاتهم هو أعظم تقدير يمكن أن يحصلوا عليه.

إن العمل الجاد والمخلص الذي يقدمونه لا يتأثر بالحسد أو الصعوبات، فهم مدفوعون بحبهم الكبير لوطنهم، هذا الحب الذي يجعلهم يقدمون أفضل ما لديهم، حتى وإن لم يتمكنوا من الحصول على الاعتراف الذي يستحقونه. لا شك أن هؤلاء الأشخاص يواجهون صعوبات كبيرة،فهم يعانون أحيانًا من قلة التقدير أو من محاولات الآخرين لعرقلة مسيرتهم.

لكنهم لا يسمحون لهذه التحديات أن تثني عزيمتهم. بل على العكس، تزداد عزيمتهم وقوة إصرارهم.

فهم يدركون أن قيمة العمل لا تكمن في كم من الشكر الذي سيحصلون عليه، بل في كم من التغيير سيساهمون في تحقيقه. يجب أن نعرف أن مثل هؤلاء الأشخاص هم النموذج الحقيقي للوطنية الفاعلة التي تقوم على حب الوطن والتضحية من أجله.

إنهم يعلمون أن حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال بل هي أفعال تترجم على أرض الواقع من خلال الجهد المستمر والعطاء بلا حدود. هؤلاء الأشخاص هم الذين يصنعون الفارق في المجتمعات، ويرتفعون فوق أي دافع شخصي أو مصلحة ضيقة.

 في النهاية، يجسد هؤلاء الأفراد الصورة الحقيقية للعطاء الوطني، بادراكهم أن الوطن يحتاج إلى العمل المستمر من الجميع، بعيدًا عن الانتظار للمكافآت.

 إن حب الوطن هو الدافع الأول لهم، وهذا الحب لا يحتاج إلى شهادات أو كلمات شكر، بل يكفي أن تكون الأعمال هي الشهادة الحقيقية التي تعبر عن إخلاصهم وتفانيهم في خدمة وطنهم. الإعلامي : مهد عبدي روبله نائب رئيس قسم ويب ميديا إذاعة وتلفزيون جيبوتي.