في خطوة تعكس الحضور القوي والمتنامي لجيبوتي على الساحة الإفريقية والدولية، تم انتخاب وزير الخارجية الجيبوتي، السيد محمود علي يوسف، رئيسًا لمفوضية الاتحاد الإفريقي.

يعكس هذا الحدث الدور الفاعل الذي تلعبه جيبوتي في القضايا الإقليمية، ويعزز مكانتها كطرف رئيسي في رسم سياسات القارة الإفريقية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها الدول الإفريقية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.

جرت الانتخابات خلال القمة العادية الثامنة والثلاثين للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، إثيوبيا، حيث تمكن السيد محمود علي يوسف من حصد ثلثي أصوات الأعضاء، متفوقًا على منافسيه من كينيا ومدغشقر بعد عدة جولات تصويتية.

يعكس هذا الفوز ثقة الدول الإفريقية في قدراته القيادية وخبرته الطويلة في الشؤون الدبلوماسية، والتي اكتسبها خلال مسيرته الحافلة. ويُعتبر السيد محمود علي يوسف من الشخصيات البارزة في الساحة الدبلوماسية الإفريقية، حيث يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي منذ عام 2005.

وخلال فترة توليه الوزارة، ساهم بشكل فعال في تعزيز العلاقات الدولية لبلاده، كما لعب دورًا مهمًا في الوساطات الإقليمية وحل النزاعات، مما أكسبه سمعة دولية واحترامًا واسعًا داخل القارة الإفريقية.

يأتي انتخاب السيد يوسف في وقت تواجه فيه القارة الإفريقية تحديات كبرى، تشمل النزاعات السياسية والأمنية، والتحديات الاقتصادية، وقضايا التنمية المستدامة.

ومن المنتظر أن يسهم بخبرته ورؤيته في تعزيز دور الاتحاد الإفريقي على الساحة الدولية، ودفع الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار السياسي، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء، وتحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

يمثل انتخاب محمود علي يوسف لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي إنجازًا كبيرًا للدبلوماسية الجيبوتية، ويعكس تقدير القارة الإفريقية لمكانة جيبوتي ودورها الفاعل في القضايا الإقليمية والدولية.

ومع توليه هذا المنصب الرفيع، تتطلع الشعوب الإفريقية إلى مرحلة جديدة من العمل المشترك الذي يسهم في تحقيق نهضة حقيقية للقارة، ويعزز التعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

 

محمد شاكر عرب أستاذ اللغة العربية في ثانوية

حسن جوليد في عرتا