الإنسان مخلوق معقد هذا ما عرفه الإنسان بنفسه بمكوناته وعدم وصول ما يجول في خاطره من أفكار وآراء وشعور لذلك تبقى حياته قيد الكتمان ما لم يبح هو بذلك وفي قديم الزمان كان المرء يصون كرامة الآخرين ولا يتفوه بشيء عن عرضه وخصوصياته بل كان ذلك بمثابة إعلان حرب وتجاوز الخطوط الحمر ، ولم تكن وسائل الإعلام موجودة في تلك الأيام بل كان الرجل يحكي ما رآه أو ما قابله من مشاهد وأحداث في يومه لجيرانه وأقاربه عند عودته إلى البيت وكان يبدأ بالدعاء والتفاؤل بالخير والبركة ويحفظ لسانه من عيوب الآخرين والخوض في أعراضهم . ولكن مع تقدم العصر والتكنولوجيا التي وصلت إلى البيوت وحتى غرف النوم وأصبح الإنسان في عصر انتهاكات أصحاب الألسن والألفاظ البذئية عبر ما يسمى بالسلطة الرابعة التي تتبع أخبار المشهورين والسياسيين ولا يهنأ لهم البال حتى يبحثوا عن اللقطات وأسرار هؤلاء الفئة من الناس .
وكثيراً ما نسمع عن أخبارهم المثيرة للجدل والضحكة المبكية أحيانا وتتصدر عناوين الأخبار ومقدمات النشرات التلفزيونية وتتناقله وسائل الإعلام ليل نهار عن أخبار المشهورين من الفنانين والفنانات وعن خصوصياتهم وأسرارهم وأحياناً عن أعراضهم ، وبذلك أصبحت حياتهم عارية عن اللباس ومكشوفة للناس جميعاً ، فمرورا بقصة مونيكا لويسكي والتي سيطرت على وسائل الإعلام وكشفت أسرار البيت الأبيض وسمعها القاصي والداني ، ما ذنبه إلا أنه رجل مشهور يحكم أكبر دولة في العالم ومع ذلك لم تستحي وسائل الإعلام, وفي وقت ليس ببعيد تصدر وسائل الإعلام خبر زواج رئيس جنوب إفريقيا بأربع زوجات وعلى طريقة عادات وتقاليد قبيلته , أما في العالم العربي فرئيس الوزراء المصري ينوي الزواج قريبا وهذا الخبر يتصدر عناوين الأخبار أما أخبار المغنين والمغنيات فحدث ولا حرج فالأخبار عن زواجهم وطلاقهم ولون ملابسهم ونوع قماشهم ، ورشاقتهم حتى بعض القنوات مخصصة لأخبارهم ولم يستطيعوا أن يهربوا من تلك الكاميرات المسلطة عليهم ليل نهار كما سلط الشيطان على الإنسان.
أبو بكر برى