بعد أن ذكرنا سلسلة الحكومات المؤقتة الصومالية بدءا بعلي مهدي ومرورا بعبد قاسم وانتهاء بعبد الله يوسف وما واجهتها من المشاكل السياسية ثم جاء دور الحديث عن الحكومة الصومالية الحالية التي يتزعمها شيخ شريف والتي تعتبر نموذجا مختلفا تماما عن الحكومات السابقة باعتبارها أول حكومة بقيادة زعيم ديني معتدل يدير دفة الحكم في البلاد كما أنها المحاولة الأخيرة من قبل المجتمع الدولي لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن الصومالي الكبير ويمكن وصفها بأنها حكومة وحدة وطنية تمثل كل الأطراف السياسية الدينية والقبلية وذات قاعدة شعبية عريضة وتتمتع بالإعتراف الدولي الذي لم تحصل عليه بعض الحكومات السابقة بدليل أن المجتمع الدولي يولي لها اهتماما كبيراً،وكغيرها من الحكومات المؤقتة الصومالية السابقة تواجه الحكومة الحالية مشاكل أمنية وسياسية حيث عارض هذه الحكومة أكبر زعيم ديني ومؤسس الحركات الإسلامية في الصومال شيخ حسن طاهر أويس الذي كان يوما من الأيام في صف شيخ شريف وتعتبر معارضة شيخ أويس لحكومة شريف ضربة قوية ومعضلة سياسية وإشكالية فكرية ومذهبية،
ومن المشاكل التي تواجهها الحكومة عدم الاستقرار الأمني وظهور حركة الشباب الإسلامية المعارضة التي تحارب الحكومة بحجة أنها لا تطبق الشريعة وتمثل رغبة الدول الكبرى علي حد وصف الجماعة،
ومن أهم ما يميز الحكومة الحالية عن غيرها أنها حافظت حتى الآن علي الهدوء في معالجة الأمور الأمنية وإن كان البعض يفسر ذلك بالضعف وحافظت على الوحدة حيث لم تظهر خلافات بين رموز السطلة مقارنة بالماضي كما نجحت في تدريب قواتها المسلحة في الدول المجاورة واستمرارية تواجد القوات الأفريقية في البلاد مما يوحي أنها تستعد لخوض معارك ضد المعارضة لحسم الموقف بالقوة علما أن المواجهات المسلحة لا زالت تتواصل ويبدو أنها في تصاعد.

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي