التركيز على التفاصيل الصغيرة على المدير أن يعرف مهامه الأساسية والرئيسية، فكل مستوى في الهرم الإداري له مهام خاصة تختلف من مستوى إلى آخر، وكلما صعدنا في السلم الإداري تكون المهام المنوطة للمسؤول أصعب وأكثر تعقيدًا عند التنفيذ.

 وتركيز المدير على التفاصيل الصغيرة في العمل، والتي قد تكون من مهام الإدارة الدنيا، بدلاً من التركيز على الابتكار والرؤية البعيدة وعلى الأهداف الكبيرة وكل المهام التي تقع على عاتقه، فهذا ليس من الإدارة، بل يؤدي ذلك إلى ضياع في الوقت والجهد لدى المدير، وهو الانشغال بما لا يتناسب مع مستواه الإداري.

يعتبر المدير القائد الأول الذي يتمكن من تحقيق الأهداف المنشودة من خلال توجيه فريق العمل وتحفيزهم والسعي لتوفير حقوقهم كاملة، لأن الموارد البشرية تعتبر أهم مورد من موارد الشركة وأهم عنصر من عناصر الإنتاج، وليسوا عبيدًا كما هو حالهم الآن.

ونزول المدير إلى مستواهم يؤثر على أداء فريق العمل، حيث يشعرون بالضغط والمتابعة الدقيقة من قبل المدير، مما يولد التوتر لديهم، ويؤثر سلبًا على إنتاجية المؤسسة.

قد يركز المدير على التفاصيل الصغيرة خوفًا من الفشل أو الخطأ، أو بسبب عدم ثقته بفريق العمل، أو بسبب رغبته في التحكم في كل شيء في المؤسسة، والأخيرة مرتبطة بنمطية قيادته الشخصية. فبعض المدراء يميلون إلى السيطرة في كل صغيرة وكبيرة، ظنًا منهم أنهم المسؤولون عن كل شيء في المؤسسة، غير مدركين أن هذا يضر ببيئة العمل ويثبط من روح الفريق.

 وحتى يتجنب المدير التركيز على التفاصيل الصغيرة في العمل، عليه أن يحدد الأهداف الرئيسية للمؤسسة ويقوم بالتركيز عليها، كما أن عليه أن يفوض الكثير من المهام، وخاصة الغير مصيرية منها، إلى المستويات الإدارية الأخرى وإلى العاملين فيها مع الثقة بهم.

وإذا كان هناك خوف ما لدى المدير يجبره على التركيز في التفاصيل، فيكفيه أن يقوم بمراقبة أداء العاملين بشكل دوري وتدريبهم لزيادة مهاراتهم دون أن يكون متسلطًا عليهم كل يوم. خلاصة القول: على المدير أن يكون على دراية بأخطاء التركيز على التفاصيل الصغيرة في العمل، وأنها ليست من الإدارة الناجحة كما يعتقد بعض الأفراد، وعليه أن يتخذ الإجراءات اللازمة لتجنب ذلك، ويتوجه نحو مهامه الأساسية، من تركيز على الأهداف الرئيسية وخاصة الاستراتيجية منها، وغير ذلك من المهام المعروفة في الإدارة العليا.

 

بقلم د. عثمان فريد، أستاذ الإدارة بالجامعة