في قلب القرن الأفريقي، حيث تلتقي قارات ثلاث وتتصادم طرق التجارة العالمية منذ آلاف السنين، تقف جيبوتي الصغيرة حجماً العملاقة موقعاًودورا .

وفي هذا الموقع الاستراتيجي النادر، يقود فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله – حفظه الله – منذ أكثر من ربع قرن، تحولاً اقتصادياً عميقاً يجعل من بلاده نموذجاً نادراً للدولة التي حولت محدودية مواردها الطبيعية إلى قوة لا تُضاهى عبر الرؤية والإرادة السياسية.

 ليس سهلاً أن تقود دولة لا تملك نفطاً ولا معادن ثمينة ولا أراضي زراعية واسعة، ومع ذلك تُصبح مركزاً لوجستياً عالمياً وجسر عبور لتجارة تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات سنوياً. لكن الرئيس إسماعيل عمر جيله فعل ذلك.

رأى في الموقع الجغرافي ثروة أكبر من أي بترول، فبنى عليه رؤية طموحة تحول جيبوتي من ميناء صغير، إلى واحدة من أهم عقد النقل البحري في العالم.

 تحت قيادته، تكاثرت الموانئ الحديثة كالؤلؤ على الساحل: ميناء جيبوتي الدولي القديم تطوّر، ثم جاء ميناء دوراله للحاويات والنفط وميناء دوراليه متعدد الأغراض، فميناء غوبيت، وميناء تجورة،ثم منطقة التجارة الحرة الدولية الأكبر في أفريقيا وميناء دمرجوك للمنتجات البترولية.

وفوق كل ذلك، جاءت الشراكات الاستراتيجية مع عمالقة العالم: الصين ، وفرنسا، والولايات المتحدة، وحتى اليابان.

 لم يخف الرئيس جيله يوماً من تعدد الشراكات، بل جعل من جيبوتي منصة محايدة يلتقي فيها الجميع لمصلحة شعبه أولاً.

 لكن القائد الحكيم لا يكتفي بالموانئ،فأطلق مشاريع البنية التحتية الضخمة الأخرى: سكة حديد جيبوتي-أديس أبابا الكهربائية التي ربطت المحيط الهندي بالقارة الأفريقية ، وخطوط أنابيب المياه العابرة للصحراء من إثيوبيا، ومحطات تحلية المياه، ومطار دولي حديث، ومناطق اقتصادية حرة، وجامعات ومدارس ومستشفيات.

كل حجر وضعه الرئيس جيله كان لبنة في بناء دولة حديثة لا تعتمد على المساعدات بل على الاستثمار والعمل. وفي زمن تتأرجح فيه دول الجوار بين الحروب والفقر والتطرف، حافظ فخامته على استقرار جيبوتي كواحة سلام وأمن،إنه التوازن الدقيق الذي لا يتقنه إلا القادة الكبار.

 اليوم، وبينما يتقدم معدل النمو الاقتصادي في جيبوتي بوتيرة تُبهر المراقبين، وتتضاعف الاستثمارات الأجنبية، وتنخفض البطالة، ويرتفع متوسط الدخل، يقف الرئيس إسماعيل عمر جيله،كدليل ومثال حي على أن صناعة النهضة الحقيقية لا تعتمد علي حجم الدولة ولا علي ثرواتها الطبيعية، بل في قدرة القائد على رؤية المستقبل، واستشراف الفرص، وتحويل التحديات إلى إنجازات.

إنه قائد زمن التحولات بامتياز، يثبت للعالم أن دولة صغيرة في خريطة العالم يمكنها أن تكون عملاقة في طموحها، شريطة أن يكون على رأسها رجل يؤمن أن الازدهار ليس صدفة… بل خيار.

فسلامٌ على جيبوتي في يومها الجديد، وسلامٌ على قائدها الذي جعل من الصحراء ميناءً للأمل، ومن الموقع الجغرافي مصيراً مزدهراً.

 

بقلم / شاكر عيليه جيله