تعيش الصومال منذ زمن طويل بأزمة سياسية خانقة وحرب أهلية مدمرة راح ضحيتها آلاف من الشعب الصومالي من الشباب والشيوخ والأطفال وجميع شرائح المجتمع كالمتعلمين والمثقفين والسياسيين ولم يسلم منها حتى رجال الدين وزعماء القبائل والوجهاء الذين كانوا يتمتعون بالسمعة والتقدير من قبل الشعب الصومالي الذي كانت له الصومال دولة قوية مهيبة معتبرة في المنطقة وفي المحافل الدولية ثم شهدت فترة الانزلاق الأمني والسياسي وبات الشعب الصومالي يعيش عالة على الآخرين وذهبوا أشتاتاً إلى العالم بحثاً عن الأمن والاستقرار وقد لقوا صنوف التعذيب والمعاناة في المهجر ومات كثير منهم قبل وصول مبتغاه في أمواج البحار والمحيطات ولا يسعني هنا ذكر كل معاناة الأمة الصومالية ولكن نشير إليها إشارة عابرة ونتساءل السؤال الذي طرحناه في البداية وللإجابة على هذا السؤال يجب قراءة الوضع الحالي بطريقة بعيدة عن تأثيرات القبلية والسياسية والشخصية وبحث جذور هذه المأساة في حقيقة الأمر نحن السبب ونحن الضحية وندفع الثمن غالياً وهي قضية لا يمكن أن تجد حلولاً ناجعة ما لم يكن هناك وفاق وطني ومصالحة صومالية حقيقية بدون وجود وساطة من طرف آخر وفي عقر دراهم فإذا تم ذلك يمكن الحصول على الدواء التي طال بحثها وعجز الأطباء عن وصفها ولم نصادفها بشكل عشوائي.
وفي المستقبل لا نتوقع المعجزة ولا مجيء من يملك العصا السحرية ما لم يكن هناك تضحيات وتنازل من قبل الساسة الصومالية المتشبثين بمواقفهم لإنقاذ شعبهم من الهلاك والدمار لأن المسئولية الكبرى تقع على عاتقهم ويجب نسيان الماضي المرير وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وضرورة التنبه إلى خطورة الخلاف الديني المذموم وعدم الخوض في المسائل الفرعية حتى لا يكون الحكم حكراً على أحد أو جهة مذهبية مما تترتب عليه معضلات ومشاكل كبيرة للأمة.

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي