خبرتي 20 سنة من الخبرات الضارة، الفاسدة، العقيمة، بل القاتلة أحيانًا. الخبرة التي لا تورث إلا قول صاحبها: «أنا خبرتي 20 سنة، وتأتي أنت لتعلمني، من أنت؟» معتقدًا أن هذا من الإدارة الناجحة ومن أولى متطلباتها.
ما أكثر المدراء الذين تدل تصرفاتهم، بل أحيانًا يظهر ذلك من لسان حالهم، على أنهم يعانون من تعالٍ عقيم، بسبب خبراتهم التي لا يقابلها أي إنجاز أو قيمة حقيقية، وهي غالبًا ما تكون مصحوبة بانتقاص الآخرين فقط، وعدم الاعتراف بقدراتهم أو إنجازاتهم، وهذا في الحقيقة أحد موانع النجاح، فضلًا عن أن تكون طريقًا للنجاح، وأحد العوامل التي تحول دون تحقيق الأهداف، حيث تمنع المدير من الاستفادة والتطوير الذاتي وبالتالي التقدم.
لا تحقرن من المعلومة شيئًا حتى ولو كانت من أبسط الموظفين في الشركة، فقد قبل الملك النبي سليمان عليه السلام المعلومة من طير صغير، فما بالك بإنسان أكرمه الله من بين الخلائق.
حاول أن تستفيد قدر المستطاع من الموظفين، سواء كانوا أصحاب خبرة أو كانوا جددًا في العمل، ففيهم من هم أكثر منك علمًا وفهما وخبرة.
احرص على استماع أو حضور الدورات مهما كان مقدمها، فمن المؤكد أنك لن تخرج في النهاية دون فائدة.
من الغريب عندنا أن تجد مديرًا يفتخر بخبرته الطويلة في مجال عمله، معتقدًا أن ذلك يجعله على دراية بكل شيء، وأنه لا يحتاج إلى تعلم شيء جديد، لكنك لو سألته ما هو آخر كتاب قرأته في مجال عملك؟
قد يقول لك: لم أقرأ شيئًا بعد كتب الجامعة. إن خبرة كهذه هي التي تعيق صاحبها عن أي نجاح، وتبقى غير مفيدة في بيئة العمل المتغيرة، وستكون عبئًا على صاحبها، حيث يصبح غير قادر على المنافسة أو التكيف مع كل جديد في بيئة العمل.
من المهم أن يدرك المدراء أن الخبرة هي عملية مستمرة، وأن التعلم والتطوير يجب أن يكونا جزءًا من حياتهم المهنية.
ولهذا يجب عليهم دائمًا أن يكونوا مستعدين لتعلم كل شيء جديد، والتكيف مع المتغيرات والاستمرار في التطور لتحقيق النجاح المستدام في المؤسسة.
د. عثمان فريد، أستاذ الإدارة بالجامعة