سافر عبد الرشيد الريفي إلى العاصمة الصومالية مقديشو لأول مرة بحثا عن أحد أقاربه وكان عبد الرشيد الرجل الريفي يعيش على الفطرة ويحمل الطابع الأصلي لسكان منطقته من البساطة والسطحية ويفهم الأمور على طبيعتها وبمفاهيمها الصحيحة ولم يكن ملما بخلفية ما يحدث الآن في الصومال خلال إقامته في مقديشو حضر إلى أحد المساجد للصلاة فيها فإذا بشيخ يحاضر ويدعو الناس للعودة إلى الصواب ويحذر الناس عن الشباب وخاض في الحديث وكرر التحذير وعدد المشكلات التي سببتها الشباب للأمة الصومالية وفي هذا الأثناء كان عبد الرشيد في حالة الإنكسار النفسي وقد غشيته عليه علامات الذهول والدهشة والاستغراب ولم يكن يدرك أن هناك حركة صومالية تطلق على نفسها إسم الشباب وتنشط في البلاد وتستقطب طبقة الشباب وصغار السن لتنفيذ بعض الأعمال الهدامة في حق الشعب الصومالي وعليه أخطأ في الحسابات اللغوية فثارت ثورته وقام مذعوراً من بين المستمعين ليطرح وابلاً من الأسئلة على الشيخ من بينها لماذا تنهي وتحذر من الشباب ألم تكن ذات يوم شابا يافعاً وغيرها من الأسئلة فمد أبو حنيفة رجله فشرح له الشيخ الموقف كمن يستوعب الوضع الحالي ولكن الأجوبة لم تشف غليل عبد الرشيد وعليه قرر بأن يتناول الموضوع بطريقة أخرى ويعرض بصيغة مغايرة ويوضح فيها جذور المشكلة بتسلسل وبتدرج بشكل يسمح له الفهم بمضمون المحاضرة والهدف من كلمة الشباب كاصطلاح سياسي وتنظيمي حركي وبعد أن اتضحت الفكرة رجع الرجل الريفي إلى بلدته حاملا هذه الأفكار ويدعوهم بالابتعاد عن هذا التيار الذي يضلل الشباب ويجندهم لأغراض لا تعبر عن تطلعات الشعب الصومالي ولا تخدم مصالح الصومال كما أكدها الواقع المرير في تلك المنطقة المنكوبة وكانت رحلة عبد الرشيد الريفي ناجحة بكل المستويات حيث نجح في البحث قريبه واستفاد بأن الكلمة قد لا تعطيك المعنى المطلوب أو المعنى الصحيح ما لم يكن هناك محددات تربطها بواقع الحال .

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي