تتصارع الحركات الدينية والفئات السياسية الصومالية على تقاسم السلطة والتربع على المقاعد المسؤولية والبحث عن النفوذ والقوة دون أن تفكر فيما يلحق بالبلاد من دمار ففي مثل هذه الحالات كان من المفروض أن يبعدوا كل ما من شأنه الخلاف في السياسة والدين ويركزوا على الوفاق الوطني الصومالي والمصالحة الوطنية التي لم تعرها هذاالفرق المتناحرة أي إهتمام يذكر حتى الآن مع طول الأزمة وتعاقب الحكومات الصومالية المؤقتة مع الأسف الشديد نشاهد من يتبجح أنه مسئول حركة دينية ما أو يدعي بكل جرأة أنه زعيم تيار ديني ورئيس حزب سياسي فلو أمعنت النظر في كل هذه المجموعات لا تجد من يفكر في مصلحة الشعب الصومالي المسكين الذي أصبح ضحية مؤامرة سياسية وأفكار مشبوهة ودفع الثمن غالياً حيث قتل المثقفون والعلماء ذوي البصيرة وزعماء القبيلة والمصلحين ولم يسلم من شرهم حتى الأطفال والنساء وسوف يسجل التاريخ في صفحاته فداحة مارتكبوه في حق شعبهم وسيقرأه الأجيال القادمة وربما ومن يدري سيأتي يوم يحاكمون فيه كمجرمي حرب وملاحقتهم قانونياً على ما ارتكبوه من الجرائم البشعة في حق الأمة الصومالية . نسمع كثيراً انعقاد منتديات واجتماعات سياسية لتقاسم السلطة خارج البلد كان آخرها تقاسم السلطة بين الحكومة المؤقتة والحركة الصوفية الدينية والغريب في الأمر أن الحركة الصوفية لم تكن في يوم من الأيام تياراً أو حزباً سياسياً وكان نشاطها يتركز على الجانب الدعوي ولا أدري متى تغيرت الموازين وأصبحت ممارسة النشاط السياسي عمل الجميع وواجب لكل مجموعة في الساحة الصومالية نحن نناشد في هذا المقام وننادي من لديه ضمير ونطالب وقف الأعمال العدائية وحقن دماء الأمة وحفظ كرامة ما تبقى من الشعب الجريح وندعو بوقف إطلاق النار وتقريب وجهات النظر السياسية والحزبية والدينية للتوصل إلى الوفاق والمصالحة والوطنية الصومالية.

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي