تفاجأ الشعب الصومالي في الأسابيع القليلة الماضية في أرضنا الحبيبة الصومال بحادثة غريبة تعكس مدى ما وصل إليه أصحابها من الإنحراف بما أتته من عمل غير لائق حدث ما لم يكن بحسبان ولا هو متصور عقلاً .
ذلك الفعل الشنيع الذي قامت به فئة ضالة تطلق على نفسها أنها حركة إسلامية صومالية تسعى لإنقاذ البلد كما تزعم ومع ذلك ترتكب الأخطاء الفاحشة وتقوم بنبش قبور المسلمين وإخراج الجثامين والرفاة والعظام وهي رميم بحجج واهية وباطلة انطلاقاً من المفاهيم والمبادئ الخاطئة المنحرفة التي تحملها هذه الحركة إنهم قاموا بإخراج الأموات من قبورهم وإزعاج المواطنين الذين سئمو من الخلافات المذهبية والحروب الأهلية الناتجة عن الأفكار الأيدلوجية المتحجرة وقد أتو هذه المر’ منكراً من القول والعمل وما يثير الاشمئزاز من قصص غريبة لا تمت إلى التقاليد لصومالية الإسلامية بأية صلة من قبيل إدعائهم أن نساء الصومال يأتين القبور لأغراض غير شريفة نخجل من وصفها في هذه السطور، ومن ناحية أخرى يعتبر العرف الصومالي المبني على العقيدة الإسلامية الأموات كالأحياء ويقدرهم ويعد المقبرة المثوى الأخير للموتى وعليه يجب احترامهم وعدم انتهاك حرماتهم وفي هذا الصدد نطالب المثقف والمتعلم الصومالي الوقوف حول هذه الظاهرة الغريبة للحد من إنتهاك حرمة الأموات الذين لا يقدرون على الدفاع عن أنفسهم كما نطالب الشعب الصومالي المسلم الأبي أن يقف وقفة رجل واحد لدحر الأفكار المضللة وإبعادها عن الشعب والتنبيه إلى خطورة مثل هذه التصرفات التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
فعلاً إنها مشكلة عويصة ومعضلة جديدة أثارها أصحاب الفتنة في الصومال وباب خلافي جديد وخلق صراع مذهبي محموم مما يزيد الجفوة والمقاطعة والحرمان في صفوف الأمة الصومالية التي أنهكتها الحروب الأهلية المفتعلة والنزاعات الدينية المزعومة ونتساءل أين العقل الإنساني الصحيح الذي يحترم الإنسان كبشر ومخلوق؟ هل انتكست الفطرة أم ماذا؟

عبد الرحمن حسين
كاتب صومالي