باعتبار الأبحاث من الآليات العصرية التي تزيح العقبات والعراقيل التي تقف أمام تنمية دول كثيرة...و باعتبارها ضرورة من ضروريات الحياة ليرتقي المستوى الإنساني والفكري والثقافي والمدني... ولأهميتها في التغلب على المشاكل ودورها في إيجاد الحلول نظمت جامعة جيبوتي متمثلة في مركز الأبحاث التابع للجامعة في بداية هذا الأسبوع منتدا علمياً ضم خبراء وطلبة وألقي فيه الضوء على أهمية دور المركز، ونوقش فيه مواضيع مختلفة هدفت إلى إثراء معلومات المشاركين وتبادل المعلومات وتنظيم سبل إجراء الأبحاث، والارتقاء به... وعلى هامش المنتدى التقت القرن بالدكتورة / هبة مؤمن عسوه أستاذة الأدب الفرنسي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة جيبوتي وعضو مركز الأبحاث بالجامعة وأجرت معها الحوار التالي:-
القرن/ بداية نود معرفة مركز الأبحاث التابع للجامعة؟

الدكتورة/ أنشئ مركز الأبحاث عام 2006 وذلك بعد تحويل القضب الجامعي إلى جامعة مستقلة ،وهذا يعني أنه في عامه الرابع ولا يزال في بدايته وتعاقب في إدارته ثلاث مدراء ومع ذلك يبذل المركز قصارى جهده ليقوم بالأعمال المنوطة به.

القرن/ كيف تولدت لديكم فكرة عقد مثل هذا المنتدى ؟

انبثقت فكرة عقد المنتدى العلمي في عام 2008 اجابة على تساؤلات تم إثارتها فيما بيننا، لأن هناك دكاترة في الجامعة وباحثون وأعضاء في مركز الأبحاث التابع للجامعة يجري كل واحد أبحاثه من جانبه و بمفرده، والسؤال ما هي المواضيع التي تم بحثها؟ وما هي المجالات التي تحتاج إلى بحث؟ ماذا تم ؟ وماذا بقي ؟من هنا انطلقت فكرة تخصيص يومين للمنتدى ليتم العرض من خلاله المواضيع التي تم تناولها في الأبحاث على المشاركين، وليعرف الباحثون كلٌ مجال بحث زميله ليتم التعاون فيما بينهم ليُكَونوا شبكة بحث في موضوع معيّن و من عدة جوانب، ، و قد حدث في المنتدى الأول أن اشترك باحثان في موضوع بحث دون أن يدري كل واحد بالآخر، وتداولنا الفكرة كباحثين فيما بيننا و رأينا أن نكون جمعية تهتم بموضوع البحث، ولكي تكون الفكرة مثمرة نقلناها إلى المركز و عرضناها على إدارة الجامعة، ومساعدتهما أزاحت من أمامنا تعقيدات كثيرة قد تواجهنا في التنفيذ، وهكذا تم عقد أول منتدى علمي في 22-23 ديسمبر 2008م وكانت المشاركة فيه كبيرة جداً ،و أستطيع القول أننا نجحنا على الأقل في التقريب بين المشاركين وتعريف الناس أن الجامعة ليست للدراسة فقط وإنما تساهم أيضاً بشكل كبير في البحث لكي يتم التكامل بين البحث والتدريس لما بينهما من إرتباط شديد ، وسلطنا الضوء على ما يقوم به المركز والباحثون.

القرن/ يبدو تأخر على عقد المنتدى من تاريخه ما السبب في ذلك؟

الدكتورة/ نعم، عقد المنتدي في 6-7 من الشهر الجاري، وكان من المفترض عقده في 22- 23 ديسمبر من العام الماضي وتم تأجيله للاستعداد له بشكل أفضل من المنتدى الأول.

القرن/ هل ثمة علاقة مباشرة بين عنوان المنتدى و المواضيع التي تم تناولها ؟

الدكتورة / إخترنا هذا العنوان ليكون وعاءً يضم كل ما يتعلق بالبيئة والمجتمع سواءً كانت مجالات البحث علمية، اقتصادية، أو تاريخية وما إلى ذلك لتكون المشاركة شاملة ولا يتم استبعاد مجال دون آخر، وكان اختيارنا لهذا العنوان من القرارات التي وفقنا فيها وأعتقد أننا نجحنا في ذلك ليكون مظلة تضم مواضيع تمس مجالات مختلفة ، وكل المواضيع التي عُرضت لها علاقة إما بالمجتمع أو بالبيئة وهذه هي الميزة التي يحملها العنوان وهو عنوان شامل.

القرن/ بم يختلف منتدى هذا العام عن مثيله في 2008؟

الدكتورة/ هذا العام كانت المشاركة فيه أوسع، حيث شارك في المنتدي باحثون مستقلون من خارج الجامعة ومن وزارات مختلفة، كباحث من وزارة البيئة الذي عرض موضوعاً مهماً عن غابة داي ومبلا والحيوانات المهددة في تلك المنطقة والحلول اللازمة لها، ومن المستقلين شارك السيد/ أوجامع وهو كاتب وباحث معروف، كما شارك في هذا المنتدى باحثون مهتمون بهذه المنطقة وعلى وجه الخصوص جيبوتي أمثال السيد/ ميشيل مترير كممثل عن مركز أبحاث فرنسية و مقره في صنعاء ،وبروفيسورة في إحدى الجامعات الفرنسية وهي متخصصة في التاريخ وألّفت كتباً عن جيبوتي، وهكذا كانت المشاركة أوسع من المنتدى الأول.

القرن/ ما هي رسالة المنتدى ؟

الدكتورة / الرسالة التي يحملها المنتدى هذا العام هو أن بإمكاننا تنظيم وتنقية الأبحاث وإعطاء أولوية للمواضيع التي تخدم البلد وتساعده على التحرك قدماً، وكذلك ما تحتاج إليه المنطقة بشكل عام وإيجاد أجوبة على تساؤلات مهمة تعني مجتمعنا ليكون عمل الباحثين مثمراً وذا قيمة ، وأهمية إدراك العلاقة الوثيقة بين التطور والأبحاث، بالإضافة إلى أهمية التعاون بين الباحثين في مجال بحثهم وبه يتحقق الهدف المرجو وليس بالتفرق ، و إبرازأهمية توحيد الجهود لإنتاج ما يفيد وما يمكن الاعتماد عليه في المستقبل، والنقطة الأخرى المهمة هي تحديد وجه ومعالم وسمات البحث، بالإضافة أن بلورة أهداف الأبحاث وتحديده في مجال احتياجات الوطن وضرورياته وتوحيد جهود الباحثين يساهم في حصول البحث على تمويل أفضل من الجهات المعنية.

القرن / و ما تقييمكم للمنتدى؟

الدكتورة / أستطيع القول أنه كان ناجحاً إلى حد كبير ونوقش فيه مواضيع ثرية وكثيرة ومختلفة إلا أن ضيق الوقت أربكنا قليلاً، وأعتقد أن مثل هذا المنتدى ينشط دور مركز الأبحاث بالجامعة ويبرز مكانته، والتعاون بين مركز الجامعة ومركز الدراسات والبحوث الجيبوتية وبين الجامعة يقوي ويدفع عجلة البحث العلمي.

القرن/ ما الذي حمل هذا المنتدى للطلبة؟

الدكتورة / إن البحث العلمي ليس محصوراً على الباحثين والأساتذة، وإنما متاح للجميع بما فيهم الطلبة، لأن هناك طلبة تقوم بأبحاث وتهتم به وبأنشطة من هذا النوع، ومشاركتهم في مثل هذا المنتدى يفتح أمامهم آفاقاً جديدة في بستان البحث بالإضافة يساهم في مساعدتهم على فهم محاضراتهم على أساس أن مواضيع المنتدى متنوعة وشاملة، كما يساهم في إثراء ثقافتهم في المجالات التي تم تناولها، إلى جانب ذلك أن هذا المنتدى يشجعهم على الاستمرار في إجراء الأبحاث ويرشدهم إلى مساره الصحيح ليبدؤوا خطواتهم من نقطة توقف سابقيهم.

القرن/ ماذا في أجندة المركز ؟

نسعى إلى توسيع وتطوير المنتدى، واستضافة خبراء إقليميين وعالمين إلى جانب المحليين ، وكتابة ما تم تناوله في المنتدى وأرشفته ليكون مرجعاً في المستقبل ليبقى أثر ما تم إنجازه، كما نريد أن يكون لأي بحث هدف ويكون له دور في حل المشاكل الموجودة على الساحة، وليس ليكون البحث من أجل البحث فقط، والنقطة المهمة هي توحيد الجهود في قضية معيّنة لتكون النتيجة مثمرة لأن مثل هذه الخطوات تجعل للبلد مركزا و تجذب أنظار العالم واهتمام العلماء وتجعلهم يشيرون بالأصبع إلى الدولة التي نجحت في البحث.
نبيهة عبدو فارح