فنان الريجي والبلوس اليمني المبدع الذي يغني من أجل السلام والحرية والعدالة والإنسانية يحمل اليمن السعيد ورسالة الفن الإنسانية في قلبه طبيب يداوي الجراح بعلمه والقلوب برائعاته الغنائية بموسيقي أكثر ارتباطا بالروح والوجدان مشبعة بالهوية والحزن الذي يطلع من ديدونه الفرح ويشعل في النفوس قناديل الأمل يبهرك بألحانه الفريد ة وصوته الصداح وأدائه المعجز العصي على التقليد والمتناهي في الإطراب والمتدفق إبداعا برائعته الغنائية سيمفونية الروح " لاشيئ يعجبني " محلقا بك بصوته المحلق والشاهق ارتفاعا وقوة وجمالا في فضاءات بلا مدى. حطت به رحال جولاته الفنية بأرض اللقاء والتواصل جيبوتي في موسم كرنفالها الفني لتكتمل بمشاركته إشراقه مهرجان فيست هورن في دورته ال12التقت القرن الفنان أحمد عسيري وأجرت معه هذا الحوار:-
القرن منذ متى وكيف كانت البداية للفنان أحمد عسيري؟
الفنان/ بدايتنا مع الفن والموسيقى كانت مع مطلع العام 2010. لكن شغفنا وولعنا بالفن سبق ذلك بكثير، ولا أبالغ إن قلت أني ولدت مسكوناً بالفن، لكن انطلاقتي الفعلية في هذا المجال كانت حينما قررت تعلم العزف على الغيتار على يد الفنان السوداني الأستاذ/ حسن الملك الذي تعلمت على يديه موسقى "الريغي، كما علمني فنان فرنسي اسمه جيمي عزف موسيقى الجازو الكلاسيك.
القرن/ ماذا يعني لكم الفن ؟ وهل هناك رسالة تودون إيصالها عبر الفن؟
الفنان/ الفن بالنسبة لي شخصياً أنا أحمد عسيري أسلوب حياة ووسيلة لبث رسائل تحمل قيم إنسانية يؤمن بها الجميع، رسائل كالحب والسلام والعدالة. وقد بدأنا مؤخراً كفرقة جولة موسيقية أسميناها "رحلة الحب والسلام" نحاول عبرها ومن خلال موسيقانا إيصال هذه الرسائل والقيم والترويج لها أينما ذهبنا وأينما أقمنا حفلاتنا الموسيقية، فنحن نؤمن بأن الفن بحد ذاته رسالة.
القرن/ الموسيقى والألحان التي تعزفونها تعتبر في الساحة الفنية العربية لوناً موسيقياً فريداً ونادراً، فلماذا اخترتم هذا الخط الموسيقي؟ وكيف نجحتم في مواءمة الموسيقى مع قصائد من عيون الشعر العربي، وللشاعر الكبير الراحل: محمود درويش تحديداً؟
الفنان/ ما يميز موسيقى الريغي عن غيرها هي ارتباطها القوي بالإنسان وروحه، فهي أشبه ما تكون بدقات قلب الإنسان وكل من يتذوق هذه الموسيقى فإنه حينما يسمعها تحركه ويتفاعل معها، وموسيقى الريغي تتميز كذلك بأنها بسيطة الصناعة قوية التأثير، وكما قال بيكاسو "البساطة هي الجمال فنحن اخترنا تلك الموسيقى لما لها من سحر وتأثير علينا أما عن اختيارنا لأشعار الراحل/ محمود درويش في أغانينا فإننا وجدنا في شعره ما يجسد معاناة الإنسان في هذا العالم، وبالمحصلة فلأننا نستمتع جداً بهذه الموسيقى أردنا أن نتشارك هذه المتعة وهذا الشغف مع الآخرين.
القرن/ إلى ماذا يمكن أن نعزي الانتشار المحدود لموسيقى الريغي في العالم العربي؟

الفنان/ يمكن أن نعزي الانتشار المحدود لهذه الموسيقى لعدة أسباب: منها أن الجزء الأكبر من الجمهور العربي يتفاعل مع الكلمة أكثر من تفاعله مع اللحن، كما أن المستمع العربي لم يجد من يسمعه هذه الموسيقى مع الكلمة العربية التي يفهمها.
وهناك سبب آخر في تقديري الشخصي: هو ما يواجه المستمع العربي من ضغوطات الحياة اليومية وانشغاله بتفاصيلها، إضافة إلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي لم تسمح له بالتعمق في الفن والتوجه إلى مدارس أخرى غير المدرسة الشرقية التي اعتاد عليها.
القرن/ أهم المحطات في مسيرتكم الفنية؟
الفنان/ أهم المحطات في مسيرتنا الفنية بدأت بالمشاركة في المسابقة الفنية التي نظمها المركز الثقافي الفرنسي في العالم 2010 اليوم العالمي للموسقي
وكانت هناك فرق كثيرة تغني الموسيقى العربية والموسيقى الكلاسيكية والراب وفزنا في تلك المسابقة واحتلينا المركز الأول من بين الفرق المشاركة وكانت تلك المسابقة التي نظمت في العاصمة اليمنية صنعاء أهم محطة ونقطة التحول بالنسبة لنا.
المحطة الثانية لنا كانت مع مطلع العام 2011 حينما بدأنا بالتخصص والتعمق في موسيقى الريغي وبدأنا نبث عبرها أكثر رسائلنا الفنية خصوصية وأكثرها أهمية للإنسانية تتعلق بالسلام والمحبة والحريات، وفي نفس العام تم ترشيحنا لجائزة عالمية اسمها "فريدوم توكريت" إبداع الحرية يتنافس عليها 2051 فناناً وتأهلنا للنهائيات ونحن مدعوون إلى كيب تاون في جنوب إفريقيا للمشاركة في الحفل النهائي لهذه المسابقة، أما آخر محطاتنا الفنية فكانت في إثيوبيا في شهر يونيو من هذا العام وكانت من أروع المحطات تعرفنا فيها على فنانين إثيوبيين كبار كالفنان جوني راجا، وأفضل عازف بيزجيتار في إثيوبيا وهو الجاميكي سانجوجيي، وتعرفنا وتشاركنا موسيقياً مع الفنان الكبير سيدني سالمون.
القرن/ كيف وجدتم الفن في جيبوتي؟ وهل لديكم توجه لإقامة أي عمل فني فيها؟
الفنان لا يعرف العالم الكثير عن الفن الجيبوتي، لكني أرى أن الفن جيبوتي يتميز بالتنوع وبالتعدد الثقافي وبغناها الموسيقي فهي حسب وجهة نظري في الموسيقى خليط من عدة مدارس فنية من الموسيقى العفرية والصومالية والموسيقى اليمنية كلمات ولحناً، والفن في كل أنحاء الكون جميل مهما اختلفت لغته وألحانه.
أما عن مشاريعنا الفنية في جيبوتي فإننا نخطط للمشاركة في المهرجان الإقليمي الكبير "فيست هورن" مهرجان القرن الذي ستنطلق فعالياته بعد شهر وأسبوعين كأول فرقة يمنية تقدم موسيقى البلوز والريغي في أعمال جديدة من ألحاننا وكلماتنا.

أجري الحوار /جمال أحمد ديني