القرن / بعد النجاحات التي حققها المجمع في التعليم الأساسي العام والتعليم الصناعي كيف تصفون لنا الجهود التي يبذلها المجمع في مجال توفير المنح الدراسية لطلابه؟
مدير المجمع / في الحقيقة إن مجمع الرحمة حينما أسس وأفتتحه فخامة رئيس الجمهورية قبل 6 سنوات كان الهدف من إنشائه هو المساهمة في تنمية المجتمع الجيبوتي عبر لاهتمام بعدة جوانب تتمحور في الجانب التعليمي والجانب الصحي بالإضافة إلي الجانب الاجتماعي ن وسنحاول الآن تسليط الضوء على الجانب التعليمي لنقول أنه لدينا الآن في المجمع تعليم عام وتعليم صناعي نحاول عبره الإسهام في تنمية المجتمع وتلبية متطلبات سوق العمل بحيث يجد الشاب الذي يتخرج عندنا فرصته في العمل .والآن لدينا في المدرسة الصناعية عدة تخصصات في مجالات تشكيل ولحام والمعادن وفي مجال الكهرباء ومجال التبريد والتكييف وتخصص التجارة وتخصص الحاسوب الذي بدأنا بتدريسه في هذا العام بالإضافة إلى تخصص الخياطة . وتعادل لتخصصات الخمس ا الأولي شهادة الثانوية العامة وهي تؤهل المتخرج منها للانخراط مباشرة في سوق العمل بما اكتسبه من خبرة أو مواصلة دراسته في ذات التخصص في الخارج سواء كان في الجامعات أو في المعاهد التقنية العليا ؛ ونحن وعدنا الطلاب والمسؤولين بأن نبذل كل الجهد لهذا الأمر وقد وفقنا الله في العام الماضي بالتعاون مع وزارة تربية الوطنية والتطوير المهني إلي الحصول على منح دراسية من اليمن ، وبالفعل قمنا بإرسال عشرة طلاب في هذا الإطار ، كما أعطتنا جامعة عدن خمسة منح دراسية في كلية الهندسة وقد تعثر هذا الموضوع قليلا بسبب الأحداث هناك لكن الآن فإن الطلاب قد سافرا إلى هناك لمواصلة دراستهم وهولاء هم خريجوا العام الدراسي الماضي وقد تم إبتعاث طلاب آخرين من خريجي العام الماضي عن طريقة سفير جمهورية جيبوتي في الخرطوم إلي السودان وعددهم خمسة طلاب ليصل عدد الطلاب الخريجين الذين تم إبتعاثهم في منح دراسته للخارج إلى عشرين طالباً ، أما الطلاب الآخرون فقد التحقوا بسوق العمل ثمانية منهم تم توظيفهم عندنا في المجمع ، والبقية التحقوا بكلية الشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة في جيبوتي .
أما هذا العام فلقد سرنا في نفس الاتجاه ، كما طرقنا أبواباً أخرى عبر زيارة قمت بها مؤخراً إلي جمهورية السودان وحملت معي رسالة من وزير التعليم العالي في جيبوتي إلي نظيره السوداني ، ورسالة أخرى من السفير السوداني إلي حكومته بالتنسيق مع السيد / محمد على مؤمن سفير جيبوتي لدى السودان سابقاً والحمدلله وفقنا في الحصول على منح 23 طالبا من خريجي هذا العام وسيدرس ثمانية طالب منهم في تخصصي الميكانيكا والكهرباء في كلية الهندسة بجامعة إفريقيا العالمية ،كما سيدرس تسعة طلبة آخرين في تسع تخصصات أخرى في معاهد تقنية عليا بمثابة كليات تقنية تابعة لوزارة التعليم العالي السوداني لمدة ثلاث سنوات ، وسيدرس اثنان من المتبعثين في كلية تقنية خاصة اسمها كلية طب الحيوان تحوي تخصصات في معدات وتجهيزات طب الحيوان ، بالإضافة إلى ثلاث طلاب المتبقيين الذين سيد رسون في كليات هندسة تقنية أخرى . كما لايفوتني الإشارة إلي الجهود التي نبذلها حالياً لإبتعاث عشرة طلبة آخرين إلى جمهورية مصر العربية ، وبالفعل فقد بدأنا بالإجراءات والترتيبات الخاصة بمعادلة الشهادات سواء الشهادة الثانوية العامة أو الشهادات في المجال التقني ؛ والحمد لله وافقت الوزارة في مصر وتم معادلة شهادة الثانوية العامة في كلا البلدين ونحن الآن بصدد استكمال بقية الإجراءات في ذات السياق.
القرن / كيف ستنعكس هذه الجهود علي العملية التنموية ؟

مدير المجمع / والله فإن هذا الأمر نعتقد أنه من صلب رسالتنا والهدف والقضية التي نعمل من أجل تحقيقها وهي: صناعة الإنسان وبنائه، الإنسان الصالح الذي يخدم ويعمل من أجل مجتمعه ووطنه ولدينا رؤية وإستراتيجية عمل لتحقيق ذلك.
نحن نريد أن نصل في النهاية لبناء إنسان جيبوتي يستطيع النهوض ببلاده والمساهمة في التنمية على مستوى المجتمع وعلى صعيد الوطن بشكل عام، ونهدف إلى أن نصل إلى أن تكتفي جيبوتي ذاتياً من الأيدي العاملة التي تمتلك التقنية والخبرة والكفاءة في شتى مجالات التنمية وذلك بالتركيز على التعليم التقني.
القرن / ما مدي حاجة المجتمع للتعليم الصناعي في تحقيق التنمية وبم تردون علي محدودية الإقبال عليه؟
مدير المجمع / طبعاً أنا كأستاذ جامعي وأكاديمي أهوى شخصياً التعليم الأكاديمي وأعتبر أن شريحة الجامعيين شريحة مهمة يحتاجها أي مجتمع لينهض ويتقدم وخصوصاً خريجي الجامعات من تخصصات معينة تحديداً الذين لا يمكن لأي مجتمع الاستغناء عنهم، لكن المجتمع بحاجة أكبر إلا من يتعلم ويمارس العمل الصناعي، فلكل دوره الذي يمارسه، فحاجة المجتمع في جيبوتي وفي هذه الفترة الحالية لشريحة خريجي المدارس وأصحاب المهارات أكبر وأشد إلحاحاً لدفع عجلة التنمية ومواكبة حاجاتها ومتطلباتها من الأيدي العاملة الماهرة في عمليات البناء والكهرباء والتخطيط والإنشاء والتعمير والصناعة، فالتركيز على هذا الجانب سيكون له الأثر الكبير ونحن نرى أن الكثير من الطلبة لديهم رغبة كبيرة في الحصول على المنح الدراسية لكن سعادتنا أكبر بمن يدخل سوق العمل ويبدأ المساهمة بدوره بالنهوض بالبلاد.
القرن / ونحن نصل بالحوار معكم سعادة المدير إلي مرافئ الختام فماذا تود أن تضيف؟
مدير المجمع / والله بداية أريد أن أتقدم بالشكر لفخامة رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله راعي هذا المشروع، ففخامته رعى هذا المشروع منذ البداية ومازال يرعاه، كما أشكر الحكومة الجيبوتية التي وفرت لنا الجو والمناخ الصحي الذي نعمل فيه، والمجمع يحظى صراحة بتقدير من الدولة ونحن من جانبنا في المجمع نعتبر أنفسنا جزءً مكملاً للعمل الرسمي لمنظمات العمل الطوعي الذي يتبع دولة الكويت، وكقطاع إفريقيا فإننا حريصون كل الحرص على إيصال هذا الخير إلى مستحقيه من خلال المجالات التي نعمل ونخدم فيها في التعليم والصحة وفي الجانب الاجتماعي ومكتبنا ولله الحمد يقوم بعمل مميز جداً ودور كبير، وكما قال الأستاذ/ عبد الغني القرشي فنحن منتشرون في قطاع آسيا وإفريقيا في بضع وثلاثين دولة إلا أنه في قطاع إفريقيا فإن مكتبنا يحظى بالدعم والاهتمام الأكبر، كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر والتقدير لأهل الخير في الكويت وللأخوة في المكتب الرئيسي الذين يتفاعلون مع كل ما نقوم به ولا يألون أي جهد في سبيل خدمة المجتمع في جيبوتي والمساهمة النهوض به، كما أشكر الأخ الأستاذ/ عبد الغني القرشي المشرف على كل هذه المشاريع وأشكركم جميعاً .

أجري الحوار/ جمال أحمد ديني