على هامش المنتدى العلمي الذي نظمته جامعة جيبوتي في الأسبوع الماضي بمشاركة شخصيات محلية وأجنبية من أساتذة جامعات وخبراء ومفكرين من بينهم أستاذة التاريخ والاقتصاد في الجامعة الفرنسية الدكتورة / كوت التي ألفت غير كتاب واحد عن جيبوتي وللوقوف على القضايا والمواضيع التي تناولتها في كتبها تلك ورؤيتها حول هذا المنتدى العلمي والتاريخ بالإضافة الى تقييمها للتحولات التي تشهدها جيبوتي التقينا السيدة / دبوا وأجرينا معها هذا الحوار :
القرن \ ما هو منهج كوليت دوبوا في الكتابة التاريخية ؟

من المعروف أن الكتابة التاريخية علي اختلاف منهجها هي إما مروية أو السردية الواقعية التي تتعامل مع الظواهر التاريخية من زاوية تطورها الزمني الخطي، وهذا التعريف ينطبق علي عمل جميع مدارس الكتابة التاريخية ، وطبيعي أنه ينطبق على المدرسة الفرنسية ، التي ينتمي إليها معظم أستاذة التاريخ الحديث .

القرن/ماذا عن كتابك أفاق جيبوتي الجديدة ؟

هذا كتاب يتحدث عن أفاق جديدة لجيبوتي فى المجال الاقتصادي وأهمية جيبوتي الجغرافية على خريطة العالم لموقعها الفريد وهى على مفترق الطرق التي تمتد شمالا إلى منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط ، و جنوبا على طول ساحل إفريقيا على المحيط الهندي.وأصبحت التجارة في جيبوتي قادرة على التطور بشكل فعال على نطاق واسع وخاصة فى مجال الاستثمارات مع انجاز ميناء دورالي العملاق المجهز بأحدث المعدات وبسعة كبيرة جدا ما أدى إلى فتح آفاق جديدة. وليس من المستغرب أن نرى حركة تنموية متسارعة في جيبوتي نظرا لموقعها الاستراتيجي الذي اشرنا إليه والتطور الكبير الذي حققته في مجال الاتصالات تبرز جيبوتي كمركز إقليمي بل ونقطة التلاقي الأوروبي الإفريقي في هذا المجال وخاصة بعد النقلة النوعية التي حققتها والتي تمثلت في الدخول بكابل البحري الذي يربط بين أوروبا والهند . وهذا التطور وتدفق رؤوس الأموال الإقليمية والدولية ويحضر هنا عاملي الأمن والاستقرار اللذان تتمتعان بها بجيبوتي كعناصر جذب وتشجيع للاستثمار، ومن المواضيع المهمة التي أثرتها في هذا الكتاب المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد/ إسماعيل عمر جيله والتي بدأت تتجسد من خلال العديد من المشاريع والإنجازات إنشاء المراكز الصحية والمؤسسات التعليمة وشق الطرق وشبكات الصرف الصحي وإعادة تأهيل الكثير من المرافق وفي مختلف مناطق البلاد سواءً في العاصمة أو الأقاليم الداخلية. ولابد لنا هنا الإشارة إلى ضرورة دعم الشركات و القطاع الخاص هذه المبادرة من خلال خلق أنشطة جديدة وفرص العمل ، او تقديم قروض ميسرة .
وبالتالي العمل في مجال البناء والاستثمارات في البنية التحتية وهنا يجب الاعتراف بان, الرئيس إسماعيل عمر جيله وضع سياسة فعالة للتنمية الاجتماعية .

القرن/ ما هي أهمية البحث الذي قدمتها في المنتدى العلمي الذي عقد في جامعة جيبوتي؟

السيدة كوليت/ البحث الذي قدمته كان يتناول موضوع أموال المؤسسات الخاصة منها البنوك من سنة 1909الى 1949 في جيبوتي ، المرتبط بتوفير رؤوس الأموال دوليا بجوانبها السلعية والنقدية وما يرافقها من انسياب السلع والخدمات بين مختلف دول العالم وما يرافقها من تدفقات ماليه لأغراض الاستثمار الخارجي بصوره متعددة، وأهمية الدول التي تتعامل مع جيبوتي في العلاقات المالية والنقدية، إن البحث يسلط الضوء على المراحل التي مرت بها جيبوتي في العلاقات الاقتصادية الدولية بأشكالها المتنوعة، وبخاصة فى مجال العملات صفاتها، والحاجة الجوهرية لوجودها بالنسبة للبلدان النامية وما تتطلبه عملية التنمية الاقتصادية- الاجتماعية والوصول إلى مستوى ملائم لنموها الاقتصادي، وسد النقص الحاصل في مجال رأس المال، والبحث عن هذه الموارد يشكل احد التحديات بالنسبة لنموها، ومعرفه أوجه النشاطات الجديدة لإدارة الأعمال في جيبوتي والوقوف عند التفسيرات النظرية حول الحاجة للتمويل الدولي.

القرن/ باعتبارك أستاذة التاريخ و الاقتصاد في نفس الوقت، ما هي قراءتك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها جيبوتي؟

السيدة كوليت/ جيبوتي حققت طيلة 10سنوات الماضية تقدّما نموا ملحوظا لا يمكن إغفاله أو تجاهله. حصل ذلك في مجالات عدّة مثل البنية التحتية والإدارة والخدمات والإنتاج والدخل الفردي والتعليم والصحة والتنمية البشرية بشكل عام.
يتابع الاقتصاد جيبوتي الجهود التي بدأها منذ عام 2000م لتصويب أوجه القصور والاختلالات، واستكمال الإصلاحات في مجالات السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وغيرها، سعياً منه لتجاوز الأزمات التي واجهته في بداية عقد التسعينات، ولتوفير بيئة اكثر استقراراً لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.ويلاحظ من المؤشرات الإجمالية للاقتصاد انه حقق أداءً أفضل خلال السنوات القليلة الماضية، من حيث مستوى معدل النمو، وانخفاض الأمية وغيرها من المؤشرات المشجعة الأخرى،

القرن / كيف ترون المرأة في جيبوتي في ظل التحولات التي عرفتها البلاد؟

السيدة كوليت/ عانت المرأة الجيبوتية بفعل وجود الاستعمار الأجنبي والسالب للإرادة منها الحرمان من فرصة التعليم,و الحرمان من الحقوق الحرمان من الخدمات الصحية المرأة في جيبوتي لم تقف إمام هذا وذاك ساكنةً فتحركت في اخذ فرصة التعليم في المدارس التقليدية التي تعلم القرآن الكريم وفي فتح دورات لتعليم النسوة القرآن .وما ان نالت جيبوتي الاستقلال حتى تشكل اتحاد نساء جيبوتي والذي اخذ دوراً قيادياً في نضال المرأة من اجل التحرر من كل إشكال مخلفات الماضي وبناء الغد المشرق السعيد فقد أسهم الاتحاد الوطني لنساء جيبوتي في بناء قاعدة نسويه منظمة تمكنا من فتح فروع له في العاصمة والمحافظات. ففتحت مدارس لتعليم المرأة القراءة والكتابة وإلقاء محاضرات في التوعية الصحية والأسرية وفتح مركز لرعاية الأمومة والطفولة ويعتبر هذا المركز بما يقدمه من خدمات ورعاية أهم مركز في شرق إفريقيا فتح دورات في التدبير المنزلي والتمريض ورعاية الأطفال .كل هذه الجهود يقوم بها اتحاد نساء جيبوتي بجهوده الذاتية ويعتبر رائداً في عملية التعليم والعمل.ويحظى الاتحاد على كل أوجه الدعم من وزيرة المرأة والترقية والمساندة من الاتحاد النسائي العربي العام أيضا. وان الاتحاد النسائي لها دور الريادة في فتح مراكز محو الأمية وهو ألان يشن حملة مكثفة وواسعة للقضاء على الأمية بكل إشكالها وهذا يتطلب كل إشكال الدعم والمساندة بالخبرة والكوادر التعليمية والتربوية والفنية.

القرن / ما هي الكلمة الأخيرة التي تودون آصالها عبر هذا اللقاء'

السيدة كوليت / نرجو أن يكون هذا المنتدى العلمي قد ساهم في تعزيز ساحة البحث العلمي وتدعيمه بالجاد والمفيد ، كما نأمل أن ننجح في وضع لبنة أخرى في البناء الثقافي البحث العلمي الذي نصبو إليه ،و الذي لم ولن يصمد ويستمر نحو الأفضل ، من غير تشجيع وتحفيز ، او دون دعم وغيرة الفاعلين التربويين من مهنيين وكتاب وقراء ومهتمين فى جامعة جيبوتي .

فتحي حيلف