علي هامش اختتام ورشة عمل حول تطوير نظام المعلومات في سوق العمل، التي نظمت من قبل وزارة العمل والإصلاح الإداري بالتعاون مع المركز العربي لإدارة العمل والشغل، وللوقوف علي أهداف الورشة وما تمخض عنها وأثرها علي ظروف التشغيل وسوق العمل ولتسليط الضوء علي المركز العربي المنظم لهذه الدورة التقينا مدير المركز العربي لإدارة العمل والتشغيل السيد/ محمد كشو وأجرينا معه هذا الحوار:-
القرن / حبذا لو تسلطون الضوء قليلا على المركز العربي ؛ تاريخه ، أهدافه وبرامجه ، أنشطته ، وبشكل خاص في جيبوتي؟
المدير / شكراً على إتاحة هذه الفرصة وأقول إنه المركز العربي لإدارة العمل والتشغيل هو أحد المؤسسات التابعة لمنظمة العمل العربي وما يتميز به هذا المركز هو جمعه لثلاثة أطراف مساهمة فيه ومشرفة عليه وهي منظمة العمل العربية التي تقوم بالإشراف عليه ثم منظمة العمل الدولية التي تقوم بتقديم الدعم المالي والفني بالإضافة إلي الحكومة التونسية المضيفة للمركز والتي تقوم بدورها بتقديم التسهيلات اللازمة ليقوم المركز بمهامه على أكمل وجه. والمركز يحتفل هذا العام بمرور 25 عاماً على تأسيسه في 1986م من قبل الأطراف الثلاثة المذكورة سابقاً وكذلك البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة PUND الذي كان الممول الرئيسي لنشاطات المركز .
ويحتفل المركز في هذا العام بمرور ربح قرن علي تأسيسه سعيدً وفخوراً بالانجازات الكبيرة التي حققها والتي تتمثل بالأساس في مجال التدريب أو التكوين ، فالمركز قام بتنفيذ العديد من الدورات التدريبية والندوات منها الندوات الإقليمية لكافة الدول العربية والندوات الخاصة بكل بلد عربي على حده ، يعني أن كل الدول العربية استفادت من نشاطات المركز؛ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن المركز يقوم بإصدار دراسات حول قضايا العمل ، وقد أصدر هذا العام دراسةً حول إدارات العمل في العالم العربي وهي دراسة قيمة وشاملة تقوم بتسليط الضوء على أوضاع تلك الإدارات والصعوبات التي تواجهها والحلول الممكنة لتطويرها ، بالإضافة إلي الدراسات والدورات التدريبية يقوم المركز بتقديم الخدمات الاستشارية للدول العربية في المواضيع التي ترغب فيها الدول كما يمتلك المركز موقع ويب تعرض فيه كافة النشاطات التي قام بها المركز وأنجزها كما يحوي ركناً خاصا حول الإدارات العربية للعمل وجملة من المعلومات حول تلك الإدارات ومجالات نشاطاتها يعتبر مجالاً وهمزة وصل لتبادل المعلومات والتجارب بين إدارات العمل العربية كافة .
القرن / ما ما مدي الحاجة إلي نشاطات المركز وما هي آليات عمله في تنفيذ برامجه وكيف تتم عملية اختيار المواضيع؟
المدير/ طبعاً فإنه نشاطات وخدمات المركز مرغوبة ومطلوبة من كل الدول العربية لكن نظراً لمحدودية ميزانية المركز بحيث لا تسمح للاستجابة لكل الطلبات فإنه يعمل ضمن خطة تقتضي تقديم نشاط ما لكل دولة خلال عامين ، وفي هذا الإطار فإنه الخطة الحالية لعامي 2011 ــ 2010سيقوم المركز بنشاط لفائدة وزارة العمل المكلفة بالإصلاح الإداري في جمهورية جيبوتي حول تطوير نظام معلومات سوق العمل ، وخلال العامين الماضيين فالمركز نفذ نشاطاً حول تفتيش العمل وقبل ذلك وفي العام 2007 فقد نفذ نشاطاً في جيبوتي كذلك حول معايير العمل الدولية والعربية ، وبالتالية فإنه المركز نفذ نشاطين لفائدة جمهورية جيبوتي حتى الآن ، كما أرسل رسالة منذ أسبوعين لمعالي وزير العمل الجيبوتي لأخذ مقترحات الوزارة حول النشاطات التي ترغب جيبوتي في إدراجها في الخطة القادمة 2012 ــ 2013 ، مع الإشارة إلي أن المركز هو متخصص في نشاطات لفائدة إدارة العمل ومجال التشغيل إلا إنه يوجه نشاطه ليشمل أطراف الإنتاج الثلاثة وبالأساس إطارات العمل سواءا عمل المرأة أو الحوار الاجتماعي أو النظم المعلوماتية لسوق العمل وإحداث المشاريع الاقتصادية وكل ما يهم قضايا العمل والتشغيل فإنها تدخل ضمن اختصاصات المركز وكما قلت سابقاً فإنه اختيار المواضيع يرجع إلي الدول وإدارات أو لوزارة العمل فيها ، وفي كل عامين يقوم المركز بإستشارتها ليضع خطة على ضوئها وعلى أهداف وتوجيهات منظمة العمل الدولي ومنظمة العمل العربي لتنفذ خلال العامين.
القرن/ ما الأهمية التي تكتسيها هذه الورشة والموضوع الذي تم اختياره؟
المدير/ الورشة والموضوع الذي تم اختياره في غاية الأهمية ؛ فموضوع تطوير نظام معلومات سوق العمل يعتبر موضوعاً ومجالاً حيوياً في هذا الوقت بالذات ، فالأزمة المالية التي يمر بها العالم هذه الأيام زاد ت الطين بلة وجعلت الإشكالات والصعوبات التي تمر بها دول العالم وخاصة الدولة النامية ومنها دولنا العربية مضاعفة في مجال التشغيل ومكافحة البطالة التي بدأت تزداد وتترك أثرها بالذات على جيل الشباب وخاصة الشباب المتعلم من مظاهر الفقر والتهميش الخلل في العدالة الاجتماعية وفي توزيع الثروات بين مختلف فئات المجتمع وبين مختلف الجهات بشكل كبير يحتم علينا أن تتضافر الجهود وأنه يكون هناك مزيد من التعاون بين مختلف الأطراف المعنية بقضية التشغيل والبطالة وحتى نتصدى لتلك القضية وإذا أردنا أنه نركز على موضوع التشغيل ومكافحة البطالة فلابد لنا أن نتطرق لموضوع نظام معلومات سوق العمل وكيفية تطويره ولا يمكن أن ترسم سياسية سليمة وناجعة في مجال التشغيل إذا لم يمكن لدينا نظام معلومات لسوق العمل فبالي أعتقد أنه تنظيم هذه الدورة التدريبية جاء في الوقت المناسب حتى يكون لجيبوتي وكافة الدول العربية نظام ناجع ومتطور للمعلومات الخاصة بسوق العمل .
القرن / وماهي الأهداف التي تسعون إلي تحقيقها من خلال هذه الدورة؟
المدير/ نحن نسعى خلال هذه الدورة إلي تحقيق جملة من الأهداف منها بالطبع تطوير نظام معلومات سوق العمل في جيبوتي وقد ناقشنا في الأيام الثلاثة الماضية سبل تحقيق ذلك ، ومن الأهداف أيضاَ دعم قدرات العاملين في ذلك النظام سواء القائمين على جمع المعلومات ومن يقومون بتحليل تلك المعلومات وتوزيعها ، فالمعلومات ليست هدفاً بذاتها ولكنها هي المعطيات التي توضع على ضوئها الخطط والسياسية التشغيلية .
وقد حرصنا خلال هذه الورشة كما لا خطتم بأشراف أطراف الإنتاج الثلاثة بالإضافة إلي كل الجهات المعنية بالموضوع كالإدارة المكلفة بالإحصاءات والوزارة المعنية بالتشغيل ومعهد التدريب والتكوين والإدماج المهني وأشركنا فيها أرباب وأصاحب العمل حتي نخرج بتوصيات شاركت فيها كل تلك الجهات والأطراف حتي تساعد بعضها عند تطبيق تلك التوصيات ، ـ وقد لاحظنا الاهتمام الكبير من جميع الأطراف المشاركة في الورشة وعلى رأسهم معالي وزير العمل وأتمني أن تترك التوصيات التي نخرج بها من هذه الورشة أثرها على مجال التشغيل في جيبوتي .
القرن /آخر كلمة تودون قولها عبر هذا اللقاء؟
مدير المركز / بداية لابد من تحية الجيبوتي شعباً وحكومة تحية بحبة وتقدير ؛ ليس باسم المركز الذي أديره فقط بل وباسم تونس كل تونس الذي أنتمي إليها ؛ فهناك علاقة وطيدة بين جيبوتي وتونس على المستوى السياسي والاقتصادي.
وأتمني أن تكون نشاطات المركز مساهمة ودعماً لقطاع العمل في جيبوتي ، كما ينبغي لي أنه أحيي وزارة العمل المكلفة بالإصلاح الإداري في جمهورية جيبوتي على اختيارها لهذا الموضوع المتمثل في تطوير نظام معلومات سوق العمل.

أجري الحوار/
جمال أحمد ديني